تحصل عند غليان دم القلب ، وكذا باقي الأقسام.
قال أبو هاشم : الخجل (١) هو ما يلحق الإنسان من عيّ وحصر عند ما يحاول أمرا فلا يقع على ما يرومه ، وظهور الحمرة من وجهه بالعادة ، فلهذا يختلف الحال فيه. ومن لم يخش عيب الناس إياه وذمهم له فهو الوقح.
والوجل : حزن وخوف ، لكن يقترن به صفرة في الوجه لزوال أجزاء الدم عنه.
والحياء : فكرة إذا شاهد غيره في أن لا يقع منه ما يعاب عليه ، أو امتناعه من فعل ما يعلم أنّه يستحقّ الذم. ولأجل هذا يعدّ الحياء من الإيمان (٢). وعلى ما ذكره أوّلا لا يثبت الحياء عند الخلوة.
__________________
(١) قال قطب النيسابوري في تعريفه : «الخجل : أن يحاول الإنسان فعلا أو قولا عند غيره ولم يتأتّ له على مراده. وقيل : هو ما يلحق العاقل من عيّ أو حصير عند غيره وتظهر الحمرة في وجهه».
وقال في تعريف الحياء : «أن يمتنع الإنسان من فعل أو قول يعلم أنّ في فعله سقوط منزلته. وقيل : هو أن يمتنع العاقل عمّا يعاب عليه إذا شاهد غيره ، ولهذا يقال : «الحياء من الإيمان.» الحدود : ٩٧.
(٢) وهي رواية عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام حيث قال : «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة.» وسائل الشيعة ١٢ : ١٦٦.