اتصالها ، فهو من حيث هو ، منسوب إليها فحاله هي أن يفعل» (١).
والحاصل من كلامه أنّ مقولة أن يفعل : تأثير الشيء في غيره أثرا غير قارّ الذات ، فحاله ما دام يؤثر هي أن يفعل ، كالتسخين ما دام المسخّن يسخن ، والقطع ما دام القاطع يقطع. ومقولة أن ينفعل : تأثير الشيء في غيره ما دام التأثر ، كالتسخن والتبرد والتقطع.
وإنّما اختير لهما «أن يفعل» و «أن ينفعل» دون الفعل والانفعال تنبيها على اعتبار السلوك في المقولتين ، فإذا انقطع لم يصدقا ، بخلاف الفعل والانفعال اللّذين يقالان للحاصل المستكمل الذي انقطعت الحركة عنه ، كما إذا اشتدت السخونة والقطع ووقفت الحركة ، فإنّه يقال : هذا القطع ثابت وهذه السخونة حاصلة ، ولا يقال : فيهما حالة الاستقرار هو ذا يتسخن أو ينقطع. وكذلك القيام الذي هو النهوض ، والجلوس الذي هو المصير إلى الأمر الذي يشتد ـ فيسمى جلوسا ـ هما من هذه المقولة. وأمّا هيئة القيام المستقرة ، وهيئة الجلوس المستقرة ، فمن باب الوضع ، كما أنّ السخونة من باب الكيف ، وهيئة الاستقرار في المكان هو من الأين. أمّا هذه المقولة ، هي ما كان توجها إلى إحدى هذه الغايات غير مستقر من حيث هو كذلك. لكن قد يصدق الفعل والانفعال حالة السلوك أيضا ، فكان الأوّل أخص ، فلهذا وضعتا له دون المصدر.
__________________
(١) الفصل السادس من المقالة السادسة من قاطيغورياس الشفاء ١ : ٢٣٥ ـ ٢٣٦.
أنظر أيضا التحصيل : ٤١٧ ؛ معيار العلم : ٢٣٨ ؛ كشف الفوائد : ١١٠ ـ ١١١.