والخصم ، مصدر يقع على الواحد والكثير ، يقولون : هذا خصم ، وهذان خصم ، وهؤلاء خصمي ، بلفظ واحد. (١)
وفيه نظر ، فإنّا نسلّم صدق المصدر على الواحد والكثير ، لكنّ القصّة تقتضي أنّهما اثنان للتثنية ، ولحكاية حالهما ، فصدق ضمير الجمع في (تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) يعطي صدق الجمع على الاثنين.
وكذا [قوله :](فَفَزِعَ مِنْهُمْ)(٢).
نعم يصلح ما ذكرتموه جوابا عن قوله (هذانِ خَصْمانِ)(٣).
و [موسى وهارون و] فرعون مراد من قوله (إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ)(٤).
[ويوسف وأخوه] والأخ الثالث شمعون الّذي قال : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي)(٥) مراد من قوله : (أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً)(٦) ، والمطابقة تصدق على الجميع.
والقلب يطلق على الجارحة بالحقيقة ، وعلى الميل الموجود فيه بالمجاز ، فيقال للمنافق : ذو قلبين ، كما يقال : ذو جهتين و [ذو] لسانين ، ولمن لا يميل قلبه إلّا إلى واحد : له قلب واحد ، ولسان واحد.
__________________
(١) الاستدلال للرازي في محصوله : ١ / ٣٨٦.
(٢) ص : ٢٢.
(٣) الحجّ : ١٩.
(٤) الشعراء : ١٥.
(٥) يوسف : ٨٠.
(٦) يوسف : ٨٣.