شَيْءٍ)(١) فإنّ ذاته تعالى مندرجة تحت الشّيء ، مع أنّه يستحيل إرادة ذاته من هذا الخطاب.
وكذا قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)(٢) ، والصبيّ والمجنون غير مرادين.
وإخراج ذاته تعالى عن عموم الخطاب الأوّل ، معلوم بضرورة العقل ، وإخراج الصّبيّ والمجنون عن الخطاب الثاني معلوم بنظره ، لعدم الفهم في حقّهما ، فمعنى التخصيص موجود.
وأمّا اطلاق لفظ المخصّص ، فإن أريد به الأمر الّذي يؤثّر في اختصاص اللّفظ العامّ ببعض مسمّياته ، فالعقل غير مخصّص ، لأنّ المقتضي لذلك الاختصاص هو الإرادة القائمة بالمتكلّم ، والعقل دليل على تحقّقها ، فهو دليل المخصّص لا نفسه ، لكن هذا كما منع العقل من تسميته بالمخصّص ، فكذا يمنع الكتاب والسنّة ، لأنّ المؤثّر هو الإرادة لا الألفاظ.
احتجّوا بوجوه :
الأوّل : التخصيص إخراج بعض ما تناوله اللّفظ عنه ، وهو غير متصوّر هنا ، لأنّ دلالة الألفاظ وضعيّة تابعة لقصد المتكلّم ، ونحن نعلم قطعا أنّ المتكلّم لا يريد بلفظه الدلالة على ما يخالف صريح العقل ، فلا يكون لفظه دالّا عليه لغة ، ومع انتفاء الدّلالة اللغويّة على الصّورة المخرجة بالعقل ، لا يكون تخصيصا.
__________________
(١) الزمر : ٦٢.
(٢) آل عمران : ٩٧.