كيف لا يكون عند علي عليهالسلام كتاب يجمع فيه سنن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهؤلاء هم أبناء علي عليهالسلام ينقلون عنه ويعتمدون عليه؟!
والعجب ما ورد في هذه الرواية من أنّ الصحيفة الّتي كان يحتفظ بها علي لم تشتمل إلّا على جمل محدودة ، فلو لم يكن عند علي وأبنائه المعصومين إلّا ما جاء في هذه الرواية ، فمن أين هذه العلوم الموروثة عنه وعن أبنائه الصادقين الّتي بهرت العقول؟!
كيف لا يكون عند علي عليهالسلام سوى ما في هذه الصحيفة أو ما في ألسن الناس مع أنّ المسلّم عند الفريقين أنّ عليا كانت عنده علوم وأسرار لم تكن عند غيره ، وكان الصحابة يرجعون إليه في المشاكل والمسائل العويصة ، فهذا عمر بن الخطاب وسائر الخلفاء كانوا يرجعون إليه ويسألونه ، كيف لا وهو باب مدينة علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد قام زميلنا الجليل المغفور له الشيخ علي الأحمدي. (١) بجمع ما ورد في كتاب علي عليهالسلام ممّا هو مبثوث في الجوامع الحديثية ورتّبه على ٢٦ بابا ، وما جمعه إنّما هو غيض من فيض وقليل من كثير ممّا كان في الأصل.
__________________
(١) مكاتيب الرسول : ٢ / ١٣٥ ـ ٣١٣.