الأحكام الشرعية هي الآيات الواضحة في مجال الفقه الّتي لا تتجاوز ثلاثمائة آية ، وبذلك أبان للقرآن وجها خاصّا لدلالته ، لا يلتفت إليه إلّا من نزل القرآن في بيته ، وليس هذا الحديث غريبا في مورده ، بل له نظائر في كلمات الإمام وغيره من آبائه وأبنائه عليهمالسلام.
هذه إلمامة عابرة في بيان طرق أهل البيت عليهمالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فما روي عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام حول علمهم بالسنّة فانما هو ناظر إلى ما سبق ذكره.
سئل الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام : أكل شيء في كتاب الله وسنّة نبيه ، أو تقولون فيه؟ فقال : «لا بل كل شيء في كتاب الله وسنّة نبيه». (١)
فالإمام يريد بالسنّة ما ذكرنا (مصادرها وطرقها) لا خصوص السنّة الموجودة في أفواه الناس وعلى ألسنتهم ، وإن كان ربّما يلتقي علمهم بالسنن بما رواه الناس عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في بعض المواضيع.
هذه الرواية العابرة توقفنا على مدى ما تلقاه الأئمة عليهمالسلام من سنن النبي ، أفبعد هذا يصح أن نعتمد على ما رواه البخاري عن أبي جحيفة الّذي قال : قلت لعلي : عندكم كتاب؟ قال لا إلّا كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجل مسلم ، أو ما في هذه الصحيفة. قال : قلت : فما في هذه الصحيفة؟ قال : العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر. (٢)
__________________
(١) الكافي : ١ / ٦٢ ، باب الرد إلى الكتاب والسنّة ، الحديث ١٠.
(٢) صحيح البخاري : ١ / ٦٤ باب كتابة العلم ، الحديث ٥٢.