مثل : كعب الأحبار (١) ، وابن سلام (٢) ، ووهب بن منبّه (٣) ، وغيرهم ، وقد كانوا أعرف من غيرهم بالتوراة ، لم يذكروا ذلك ، ولو كان ذلك حقّا لعارضوا به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الثاني : سلّمنا صحّة النقل لكن لفظ التأبيد قد جاء في التوراة للمبالغة في طول الزمان دون الدوام ، فإنّه قال في العبد : «يستخدم ستّ سنين ، ثمّ يعتق في السابعة ، فان أبى العتق ، فلتثقب أذنه ، ويستخدم أبدا».
وقال في البقرة الّتي أمروا بذبحها : «يكون ذلك سنّة أبدا» ثمّ انقطع التعبّد بذلك عندهم.
وأمرهم في قصّة دم الفصيح بأن يذبحوا الجمل ، ويأكلوا لحمه ملهوجا ، ولا يكسروا منه عظما ، ويكون لهم هذا سنّة أبدا ، ثمّ زال التعبّد بذلك.
__________________
(١) كعب بن نافع : المعروف ب «كعب الأحبار» يعدّ من التابعين كان من كبار علماء اليهود ، فاسلم ـ أو استسلم ـ في أيّام خلافة أبي بكر وخرج إلى الشام فسكن حمص وتوفّي فيها سنة ٣٢ ه ، عن عمر يناهز مائة وأربع سنين. الأعلام للزركلي : ٥ / ٢٢٨. وهو من كبار ناشري الاساطير والاسرائيليات في الاوساط الإسلامية ترى في احاديثه التركيز على التجسيم ، ورؤية الله ، اقرأ حياته في حقل خداعه عقول معاصريه من المسلمين في كتاب «بحوث في الملل والنحل» : ١ / ٨١ ـ ٨٨.
(٢) عبد الله بن سلام بن الحارث الاسرائيلي ، صحابي أسلم عند قدوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة مات سنة ٤٣ ه ، لاحظ الاصابة برقم ٤٧٢٥.
(٣) وهب بن منبّه : اليمني الصنعائي من التابعين ، نشر الاسرائيليات بين المسلمين ، ولّاه عمر بن عبد العزيز قضاء صنعاء ومات بها. ولد سنة ٣٤ ـ وتوفّي ١١٤ ه. الاعلام للزركلي : ٨ / ١٢٥.
اقرأ دوره في بثّ الاساطير في كتاب «بحوث في الملل والنحل» : ١ / ٨٩ ـ ٩٠.