ويضيف في سياق هذه الآيات : (لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً* وَجَنَّاتٍ الْفَافاً) ، ويشمل هذا التعبير جميع أنواع النباتات والحبوب وأشجار الفاكهة.
* * *
وفي الآية الحادية عشرة ، وبعد بيان ما جاء في الآيات السابقة : (وَهُوَ الَّذِى أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ) ، يَرِدُ ما يلي : (وَأَنْزَلنَا مِنَ السَّماءِ مَاءً طَهُوْراً).
وهذا موضوع جديدٍ حيث يستند إليه في هذه الآية.
و «الطّهور» : صيغة مبالغة من «الطهارة» والنقاوة حيث تفيد طهارةَ الماء وكذلك كونه مطهّراً ، ولو لم تكن للماء صفة التطهير لتلوثت كلُّ مقومات حياتنا واجسامنا وأرواحنا خلال يومٍ واحد ، ويمكن أن نلمسَ حقيقة هذا الكلام إذا ما ابتُلينا تارة بفقدان ماء للتنظيف ، حينها يصعبُ توفير الغذاء ، وسنفقد نظافة الجسم والنشاط والطراوة والصحة والسلامة. صحيحٌ أنّ الماء لا يقتل الجراثيم ولكنّه «مُذيب» جيد فهو يقوم بتحليل أنواع الجراثيم وإزالتها ، ولهذا فهو عاملٌ مؤثرٌ في تأمين السلامة ، ويطهِّرُ روحَ الإنسان من الأدران عن طريق الوضوء والغُسل أيضاً.
وليس عبثاً أن يأتي في الآية : (لِنُحْىَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً).
* * *
ثم نواجه في الآية الثانية عشرة والأخيرة مسألةً جديدةً وهي أنّ الله تعالى يسوق المياه إلى الأرض «الجُرُز» أي الجافة اليابسة الخالية من الكلأ ، فيقول : (أَوَلَمْ يَرَوا انَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلىَ الأَرْضِ الجُرُزِ)؟! (فَنُخرِجُ بِه زَرَعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أنْعَامُهُمْ وأَنْفُسُهُمْ) ، فيَأكلون الحبوب وتأكل بهائمهُم السوق والأوراد والجذور.
ويستفاد من كلام أرباب اللغة أنّ «الجُرُز» ماخوذة في الأصل من مادة «جَرَز» على وزن «مَرَضْ» وتعني «الانقطاع» أي انقطاع الماء ، والنبات ، والإعمار والطراوة ، ولذا يقال