مميتة ، والأمل والطمع بسبب احتمال نزول المطر ، لأنّه في كثير من الحالات يعقبُ الرعدَ والبرقَ زوابع مليئةٌ بالبركة.
ولعلَّه لهذا السبب يضيف في سياق هذه الآية : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْىِ بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا).
فالأرضُ اليابسة والمحترقة تحيى بقليلٍ من المطر والغيث الذى يهب الحياة ، بحيث تنتعش الأزهار والنباتات فيها وكأنها ليست تلك الأرض السابقة.
ولهذا يضيف في نهاية الآية للتأكيد فيقول : (إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقومٍ يَعْقِلُوْن).
فهُمْ يفهمون أنّ هذه الظواهر ليست ظواهر عاديّة تحدث صدفةً ، فيتفكرون فيها ويتعرفون على أسرارها.
* * *
وورد هذا المعنى في الآية الثانية من بحثنا بتعبيرٍ آخر تعريفاً بالذات الإلهيّة المقدّسة عن طريق آثاره فيقول تعالى : (هُوَ الَّذِى يُرِيَكُمُ البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً).
الخوفُ من الصواعق والتفاؤل بنزول المطر ، أو خوف المسافرين ، وتفاؤل المقيمين في المدن والارياف.
واللطيف أنّه يقول بعد ذلك مباشرة : (ويُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَال).
وقيل في بيان هذه الجملة (تتزامن مع العواصف القويّة كُتلٌ من الغيوم ، فتغطي اعالي الجو القريبة من الأرض ، فيصبح الجو مظلماً ، وتتولد شحنات كهربائية نتيجة تلاطم الرياح ، وتهتز الأرض والجو بسبب صوت الرعد المتتابع ، وأخيراً فانَّ الغيوم المتراكمة في طبقات الجو السفلى كثيفة ومحملة بكثير من قطرات الماء الكبيرة لذلك تكون ثقيلة للغاية على الرياح المحركة (١).
* * *
__________________
(١) الريح والمطر ، ص ١٣٨.