كالزوجين : ف «الالكترونات» تحمل الشحنات السالبة ، و «البروتونات» تحمل الشحنات الموجبة) ، ومواضيع اخرى لم يتوصل إليها العلم البشري حتى الآن.
* * *
وفي الآية الخامسة حيث تبدأ بالتعريف بالله من خلال الآيات المختلفة ، أشارت أولاً إلى نزول المطر من السماء ، ثم قالت : (فَاخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَىءٍ).
وربّما يكون التعبير بـ «نَباتَ كُلِّ شْيءٍ» إشارة إلى أنواع النباتات المختلفة ، حيث تُسقى بماءٍ واحدٍ ، وتنمو على أرضٍ واحدةٍ ، ومع هذا فهي تختلف في الشكل والطعم والخواص وأحياناً تتعارض في ذلك ، وهذا من عجائب خلقِ الله.
أو أنَّ المقصودَ هو النباتات التي تحتاجها الطيور والبهائم البرية والبحرية وكذا الإنسان (١) ، (ويمكن الجمع بين هذين المعنيين أيضاً).
ثم يتطرقُ إلى ذكِر مسألةٍ اخرى ، فيضيف : (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً) ، وبهذا يشير إلى مادة «الكلوروفيل» الخضراء التي هي من أهم وانفع اجزاء النبات ، هذه الخُضرة التي تبعث الحيوية ، واللطافة ، والجمال ، وتسلب القلوب والتي تخرج من التراب الغامق اللون والماء الرائق الشفاف.
إنَّ التعبير ب «خَضِراً» بالرغم من اطلاقه ، إلّاأنَّه استناداً إلى الجملة التالية التي تقول : (نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَراكِباً) ، يشير بالأساس إلى سيقان وسنابل الحنطة والشعير والذرة وما شابه ذلك (٢).
ثم يُلفتُ النظرَ إلى أشجار النخيل ، فيقول : (ومِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنُوانٌ دانِيَةٌ).
«قنوان» : جمع «قِنْو» على وزن «حزب» ، وتعني الفروع الرفيعة التي تخرج من الطلع بعد
__________________
(١) في هذه الحالة يكون مفهوم الجملة «فاخرجنا به نباتاً لكل شيء».
(٢) «مُتراكب» مأخوذة من مادة «ركوب» وتعني الصعود ، وهي إشارة إلى الحبوب التي تتراكُب على بعضها على هيئة سنبلةٍ ذات منظرٍ جميلٍ ومحبَّبٍ للغاية.