الممزوج ، ولهذا معنىً واسع حيث يشمل اختلاط النطفة من «البيضة» و «الحيمن» ، وكذلك المواد المعدنية المختلفة وغيرها من المواد التي تتظافر لصنع النطفة ، كما يمكن أن تكون إشارة إلى القوى المختلفة والقابليات المتباينة والأذواق المتفاوتة الموجودة في نطفة الإنسان وتُعدهُ للحياة الاجتماعية في المجالات كافة.
والثاني عبارة «نبتليه» التي تشير إلى انتقال الإنسان من حالةٍ إلى اخرى ، والتحولات المستمرة وأنواع الابتلاءات والاختبارات التي تأخذ بيده في مسيرته التكاملية وتعتبر دليلاً على تكليف الإنسان ومسؤوليته ، لأنَّ الاختبار غير ممكنٍ بدون حرية الإرادة ، والقابلية على أداء التكليف.
والثالث امتلاك الأدوات المهمّة للمعرفة ومن أهمّها السمع والبصر ، فالسمع للاستفادة من العلوم النقلية وأفكار الآخرين ، والعين للمشاهدة والاتصال المباشر بحقائق العالم.
فهكذا إنسان وبمثل هذه المواصفات جديرٌ بأن يرتقي إلى مقام خليفة الله وقادرٌ على الحياة الجماعية.
* * *
وفي الآية الرابعة وجَّهَ الكلام إلى الناس قاطبةً ، قائلاً : (إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وانْثى).
بناءً على ذلك ليس هنالك أيُّ تمايزٍ بين الأجناس والقبائل والشعوب ، لأنّهم يرجعون إلى أصلٍ واحدٍ : «أبوهم آدم وامُّهم حواء».
ثم أشار إلى فلسفة تصنيف الناس إلى شعوب وطوائف مضيفاً : (وَجَعَلناكُم شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا).
لا شكَّ أنَّ أول شروط الحياة الاجتماعية هي معرفة الأشخاص ببعضهم ، إذ لولاها لاختَلَّ نظام المجتمع البشري خلال يومٍ واحد ، فلم يُعرف المجرم من البري ، ولا الدائن من المدين ، ولا القائد من المقود ، ولا الأئمّة من التابعين ، و ... اجَلْ .. اللهُ الذي خلقَ الإنسان لمثل هذه الحياة وجَعَلَه أجناساً وقبائل وجماعاتٍ تتباين تماماً بالمواصفات وجَعَل في كلِ