والبغض ، وتوجد الخوف أيضا ، فإن الخوف ينتج التحرز ، والرقابة والتصحيح ، كما أن لأعمال الخير أيضا ، دورا كبيرا في ترسيخ هذا الإيمان وتعميقه في داخل النفس الإنسانية ..
وبذلك نعرف السبب في أنه تعالى ، قد بدأ بالحديث عن الخوف ، الذي هو انفعال في المشاعر والأحاسيس ، التي تتصل بالقلب ، المحتضن للقناعة ، التي هيأتها له الهدايات الأخرى ، مثل الفطرة ، والعقل ، من خلال الدليل ..
فالذين يخافون يوما كان شره مستطيرا ، قد تجاوزوا وقطعوا كل تلك المراحل بنجاح.
وبذلك يتضح : أن الدليل العقلي ، والفطري ، وكذلك الشرعي في بعض المراحل ، يثبت الأمور الغيبية التي هي الركائز الأساسية ، مثل : وجود الله وصفاته ، والنبوة ، والعصمة ، وصفات النبي ، والحساب ، والعقاب ، ثم يثبت الإمامة وغير ذلك من شؤون العقيدة .. ويتلقى ذلك القلب بالقبول والرضا ، ويحصل له السكون والرضا ، ثم تتكون المشاعر والأحاسيس ، وتتربى وتنشأ ، وفقا لما رفدها به القلب ، حتى تترسخ في عمق وجود الإنسان ، وتصبح هي حركاته العفوية ، وعينه التي يبصر بها ، وأذنه التي يسمع بها. ويكون الخوف من منتجاتها ، وتكون الرقابة والرصد ، والتحرز والتمنع .. والتصحيح .. والإعداد والاستعداد لكل طارئ ..
وهذا الخوف يكشف عن أن كل تلك المراحل قد كانت سليمة ، خالية من أي ضعف ، قادرة على التأثير. وقد أثرت بالفعل.
بل إن ثبوت وصف الخوف ، لهؤلاء الصفوة الأبرار ، خصوصا إذا كان شاملا لكل موارد احتمال التكليف والمسؤولية .. يجعله في عداد ما