للسائلين ، وليس هو الإطعام .. ولكن التعبير القرآني قال : «يطعمون» ، فما هو السبب في ذلك؟! ..
والجواب : أن إعطاء الطعام لا ينافي أن يكون الآخذ قد أكل ذلك الطعام أمام أعينهم ، فالذي حصل فعلا وإن كان هو الإعطاء ، والمناولة .. لكنه انته بالإطعام.
فالتعبير ب «يطعمون» يتناول الإعطاء والمناولة .. والإطعام عن قصد وإرادة ، ونحن في مقام توضيح ذلك ، نقول :
إن الإنسان إذا تخلى عن طعامه ، لأي شخص ، وأعطاه إياه ، فإن فعله يكون حسنا وممدوحا .. فيأخذه ذلك الشخص ، ويتصرف فيه كيف يشاء ، ولكنه إذا تخلى عنه ليطعمه إياه ، فإن قيمة هذا العمل تكون أعلى من مجرد صرف نظره عنه ..
فإذا أطعمه إياه أمام عينيه ، فإن قيمته تصبح أعلى وأغلى ..
فإذا كان المعطي صائما ، وآثر به على نفسه ، فإن الدرجة ستكون أكثر علوا.
خصوصا إذا كان إعطاؤه للطعام في وقت الإفطار ، لا في وقت الصيام ..
وخصوصا إذا كان الصائم قد وضعه أمامه لكي يفطر عليه ..
وخصوصا إذا لم يكن عنده سواه ..
وخصوصا إذا كان سيحرم منه ولده الصغير ..
وخصوصا إذا كان في ولده مواصفات وميزات الحسن والحسين [عليهماالسلام] ..
وخصوصا إذا كان الآخذ سيأكل الطعام أمام أعينهم ، كما هو المحتمل جدا في الآية ..