أو المرسلة شغلها تقممها ، تكترش من أعلافها ، وتلهو عما يراد بها».
والإمام علي [عليهالسلام] والسيدة فاطمة [عليهالسلام] هما على رأس الذين نزلت فيهم آية : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ ..) وذلك يدل على أن حبهم لهذا الطعام ليس مذموما .. لأن لهذا الطعام خصوصية جعلتهم يحبونه ـ لا أنهم يشتهونه ـ.
فما هو هذا الحب للطعام ، الذي ليس بمذموم يا ترى؟!
وللجواب عن ذلك نقول :
إن حب الشيء تارة يكون لأجل ذاته .. وتارة يكون لأجل أنه موصل إلى أمر محبوب. فالمذموم هو الأول ، أما الثاني فهو ممدوح. والذي أريد بهذه الآية الشريفة هو الثاني ..
فهم [عليهمالسلام] لا يحبون الطعام لأنه شهي ولذيذ. أو لأية خصوصية تزيد الرغبة فيه ، كاللون ، والرائحة ، أو الشكل ، فإن طعامهم إنما كان أقراصا من شعير .. وهو لم يكن شهيا ، ولا مثيرا. بل هو أحد مفردات الطعام العادية ، التي يتبلّغ بها الفقراء ، ليحفظوا بها خط حياتهم ، الذي فرض الله عليهم أن يحفظوه. وكان هذا هو طعام أهل البيت [عليهمالسلام] المفضل ..
فحبهم للطعام ، إنما هو بهذا المعنى ، فليس هو حب التلذذ والاشتهاء ، ليكون مذموما ..
بل هو طعام محبوب لهم ، لأنه يحفظ لهم القدرة على إنجاز الواجب والتكليف الإلهي .. ويعطيهم القوة على نيل رضا الله سبحانه ..
ولو كان الحب هو لنفس الطعام من حيث هو لذيذ ، أو نحو ذلك ، فقد كان بإمكانهم الاستفادة من فدك وغيرها للحصول على لذائذ