شررت الثوب إذا أظهرته للشمس ، أو الريح .. إلى أن قال : ومنه شرر النار لظهوره بتطايره». أي وانفصاله ..
وقد يذكر للشر تفاسير أخرى ، هي إما تطبيقات ومصاديق ، أو إشارات إلى لوازم هذا المعنى .. ككونه الاسم الجامع للرذائل ، والخطايا ، والسوء ، والفساد ، والظلم ، والشر ، وأيضا : إبليس ، والفقر ، والحمى ..
وإذا أردنا أن نسوق الكلام هنا وفق ما قاله الشيخ الطبرسي .. فنقول : إن الفطرة ، والعقل ، والهداية الشرعية ، وسائر الهدايات الإلهية ، ورعاية الله سبحانه ، وتدبيره وألطافه الربوبية ، نعم ـ إن ذلك كله يفرض على هذا الإنسان أن يسير باتجاه معين ، وفي ضمن نطاق النظام التكويني ، والفطري ، والتشريعي ، والعقلي. ويفرض حالة من التناسق في الخلق ، والوجود ، وفي الحياة ، ليصل الإنسان إلى كماله ، وليتمكن من تحقيق ذاته ، فأي خروج عن هذا ، سوف يكون نشازا ، له بروزه وظهوره المميز ..
ويمكن تقريب هذا الأمر بمثال هو : أنك لو جسدت إنسانا في تمثال ، فإذا أنقصت منه بعض أعضائه الظاهرة ، مثل يده ، أو أنفه ، أو شفته ، أو عينه ، فإن ذلك سيكون هو النقطة الأظهر فيه ، وستنصب الأنظار عليها بشكل لافت وغير عادي. وسوف يستتبع ذلك أذى للنفس ، وانفعالات خاصة لدى الناظر ، وشعورا مختلفا ، ولعله يؤذي مشاعره ، وقد لا يلتفت إلى أية ناحية جمالية مميزة أخرى موجودة في ذلك التمثال. لأن هذا النقص نشاز ، لا بد أن يظهر ، وأن ينشر آثار النقص الظاهرة فيه في كل اتجاه ، بخلاف ما لو كان التمثال تاما ، فإنك قد لا تلتفت ، لا إلى أذنه ، ولا إلى عينه ، ولا .. ولا .. إلخ ..
فلو كان هناك إنسان عابد ، زاهد ، عالم ، تقي إلخ .. ولكنه حسود فإنك ستجد أن هذا النقص هو الذي يلفت نظر الناس ، وستكون له