في سورة التين ، حين قال تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (١).
وفي سورة العصر : (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٢).
فالإنسان الذي يجمع صفات الإيمان ، والعمل الصالح ، والتواصي بالحق ، وبالصبر ، يبقى على صفة الكمال الإنساني ، ولا يخسر شيئا منه ، ويبقى في أحسن تقويم ، ولا يرد إلى أسفل سافلين.
وفي هذه السورة أيضا ، أعني سورة (هَلْ أَتى :) قد جعل الله الإنسان سميعا بصيرا ، فإذا فقد هذه السميعية والبصيرية ، وأصبح له عينان لا يبصر بهما ، وأذنان لا يسمع بهما ، بسبب كفره ، فإنه يحجب عن نفسه نور الهدى ، وفقا للسنّة الإلهية القائمة في البشر.
(كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٣).
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) (٤).
(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (٥).
__________________
(١) سورة التين الآيتان ٤ / ٦.
(٢) سورة العصر.
(٣) سورة المطففين الآية ١٤.
(٤) سورة البقرة الآية ٧.
(٥) سورة البقرة الآية ١٨.