٢ ـ القسم الثاني : حمل الاشتقاق ، أو حمل ، «ذو هو» ، كما لو أشير إلى جسم وقيل : هذا ذو بياض ، وقد يعبّر عن «ذو» ، بهيئة اشتقاقية فيقال : هذا ، أي الجسم ، أبيض.
إذا عرفت ذلك نقول : إنّ عناوين مبادئ الاشتقاق ، ذات شقين ، كما ذكر السيد الخوئي «قده» (١).
١ ـ الشق الأول : العناوين المقولية ، التي هي ماهيّات حقيقية لمصاديقها في الخارج ، من قبيل عنوان ، العلم والبياض ، فمثل هذه العناوين تحمل بكلا الحملين ، حيث أنّها تحمل على مصاديقها بحمل الهوهويّة ، فيقال : «هذا علم ، وهذا بياض» ، وتحمل على معروض ذلك المصداق بحمل ذو هو ، فيقال : هذا. أي جسم. ذو بياض ، أو أبيض.
٢ ـ الشق الثاني : هو العناوين العرضية الانتزاعيّة ، فلا إشكال في أنها تحمل بحمل «ذو هو» في الخارج على مناشئ انتزاعها ، فيقال : السقف فوق ، أي : ذو فوقية ، والإنسان عالم ، أي : ذو علم.
إلّا أنّ الكلام في أنّ مثل هذه العناوين هل تحمل بحمل الهوهوية ، أو لا؟ فهل يصح أن نشير إلى شيء في الخارج ولو ذهنا فنقول : هذه فوقية أو هذه تحتية ، أو لا يصح؟
والخلاصة هي : إنّ مرجع هذا الاختلاف بين العلمين ، النائيني ، والخوئي «قده» ، ليس كبرويا ، وإنما هو صغروي ، بمعنى أنّه يرجع إلى تشخيص أنّ الحمل في العناوين الانتزاعيّة هل هو حمل مواطاة ، أي : حمل هو هو ، كما هو في المبادئ الذاتية المتأصلة ، حيث يمكن أن يشار إلى حيثية في الخارج فيقال : هذه فوقية ، وهذه تحتية؟ أو إنّ الحمل فيها هو
__________________
(١) نفس المصدر.