حمل اشتقاق فقط أي : حمل ذو هو ، فيقال : السقف فوق ، والإنسان عالم ، أي : ذو فوقيّة ، وذو علم.
وصحة ذلك وعدمه مبني على مسألة تقدم تحقيقها ، واخترنا فيها خلاف ما عليه المشهور.
وحاصلها هو : إنّ المشهور ذهبوا إلى أن هذه العناوين الانتزاعية هي أمور ، ظرف العروض فيها هو الذهن ، وظرف الاتصاف فيها هو الخارج.
وبناء على ذلك يتعذر حمل «الهوهوية» في هذه العناوين ، لأنّ ظرف الفوقيّة هو الذهن ، وعليه فوراء الذهن لا يمكن أن نشير إلى شيء في الخارج بحمل مواطاة ، فنقول : إنّه فوقيّة ، بل نشير إلى سقف فنقول : «هذا ذو فوق» ، لأنّ ظرف الاتصاف هو الخارج ، إذن فالمتعيّن هو حمل «ذو هو» فقط.
وأمّا بناء على ما اخترناه من أنّ هذه العناوين لها واقع خارجي ثابت في لوح الواقع خارج الذهن ، وهو أوسع من لوح الوجود بقطع النظر عن عالم الاعتبار والذهن ، فإنّ هناك حيثية في خارج الذهن يحمل عليها عنوان «الفوقية» ويصدق عليها ، كصدق سائر المبادئ الذاتية على مصاديقها بحمل المواطاة ، فإنّ السماء فوق الأرض ، حتى لو لم يكن هناك ذهن.
إذن فالفوقية ثابتة على كل حال ، وظرف العروض في هذه العناوين هو ظرف الاتصاف ، ولا يعقل أن يكون غير ذلك كما عرفت سابقا ، غايته أنّ هذه الأمور الانتزاعية بنفسها خارجية ، لا بوجودها.
وبناء على هذا المسلك ، يصح حمل «هو هو» في هذه العناوين الانتزاعية ، أي : حمل المواطاة ، لأنّ الفوقية لها واقع خارجي بقطع النظر عن عالم الذهن ، وحينئذ يشار إلى هذا الخارج ويقال : هذا فوق ، أو هذه فوقيّة.