وقال مجاهد : (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ) في الرسالة والنبوة ، وهو ما ذكرنا.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً).
قال بعضهم (١) : حجة منه ، وقد أقامها على الكفرة.
وقال بعضهم : (سُلْطاناً نَصِيراً) ، أي : اجعل في قلوب الناس هيبة ، ليهابوني ، وقد كان من الهيبة بحيث هابوه من مسيرة شهرين.
وقال بعضهم (٢) : هو السلطان الذي ينصرون به الدين ، ويقيمون الحدود والأحكام ونحوه.
وقيل : السلطان : هو إقامة الحدود والأحكام والشرائع ، وهو تفسير الولاية ؛ لأنه بالولاية ما يقيمها ، وهو ما ذكرنا : أن (٣) الولاية إقامة الأحكام.
ثم قيل في الصدق والإخلاص :
قال بعضهم : الإخلاص : هو ألا يجعل الشخص (٤) بقلبه نصيبا لأحد سواه ، والصدق وإن جعل لا يجد لذلك لذة ، الصدق عندنا أن يجعل الفضل في جميع أفعاله لله لا يجعل لنفسه شيئا من الفضل ، وعلى ذلك يلزمه الشكر لربّه في جميع خيراته.
وعن الحسن (٥) قال : لما مكر كفار مكة برسول الله صلىاللهعليهوسلم ؛ ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه ، فأراد الله بقاء أهل مكة ، فأمر نبيه أن يخرج منها مهاجرا إلى المدينة ، وعلمه ما يقول ، فأنزل الله : (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) ؛ وعده الله لينزعن ملك فارس والروم ويجعله لأمته.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) :
قال بعضهم : (جاءَ الْحَقُ) وهو الإسلام.
وقيل (٦) : (جاءَ الْحَقُ) : القرآن.
وقيل : (جاءَ الْحَقُ) أي : محمد.
أو يقول : جاءت آثار الحق فذهب الباطل وآثاره.
__________________
(١) قاله مجاهد ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٢٦٥٧) و (٢٢٦٥٨).
(٢) قاله قتادة بنحوه أخرجه ابن جرير عنه (٢٢٦٥٦).
(٣) في ب : من.
(٤) في ب : الشيء
(٥) أخرجه ابن جرير (٢٢٦٤٥) ، و (٢٢٦٥٥).
(٦) قاله قتادة ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٢٦٦٠) و (٢٢٦٦١).