لعمومات الكتاب الشريف والسنة الشريفة.
قوله : فتفطّن ...
وهو اشارة إلى ان النسخ بالمعنى المذكور يكون تخصيصا حقيقة لان التخصيص على قسمين :
الأول : ان يكون افراديا نحو اكرام العلماء إلّا زيدا فوجوب الاكرام يختص بالافراد الذين هم غير زيد العالم ونحو لا تكرم العراقيين إلّا العدول منهم فحرمة الاكرام تختص بفساقهم.
الثاني : ان يكون التخصيص أزمانيا كاختصاص التوجه إلى بيت المقدّس بما قبل النسخ وبما قبل وجوب التوجه حال الصلاة إلى الكعبة المكرّمة.
في انقلاب النسبة
قوله : فصل لا اشكال في تعيين الأظهر لو كان في البين ...
وإذا تعارض الدليلان وكان أحدهما أظهر من الآخر فلا اشكال في تعيين الأظهر منهما من حيث العمل ، إذ يحمل الظاهر عليه ، وأما إذا تعارض اكثر من الدليلين كما إذا تعارض عام واحد وخاصان ففي هذا المورد يشكل تعيين الأظهر لانه إذا لاحظنا العام بعد كونه مخصّصا بأحد الخاصين مع المخصص الآخر فربما تنقلب النسبة إلى نسبة أخرى ، أي تنقلب نسبة عموم المطلق إلى العموم من وجه.
مثلا إذا ورد اكرم العلماء ولا تكرم فسّاقهم ثم ورد دليل آخر نحو ولا تكرم النحويين منهم فنسبة هذين الخاصين إلى العام عموم مطلق ، إذ كل عالم فاسق عالم وليس كل عالم بعالم فاسق ، وكذا كل النحاة عالم وليس كل عالم بنحوي ، هذا قبل تخصيص العام بهما معا والخاص أظهر من العام.