في اشتراط الحياة في المفتي
قوله : فصل اختلفوا في اشتراط الحياة في المفتي والمعروف بين الأصحاب (رض) ...
اختلف العلماء الأعلام (رض) في اشتراط الحياة في المفتي والمعروف بين الأصحاب (رض) اشتراطه فيه ، كما ان المعروف بين العامّة عدم الاشتراط والأخباريين (رض) اختاروا هذا القول أي القول بعدم الاشتراط وبعض الأصحاب (رض) اختار التفصيل في هذا المقام بين تقليد البدوي فيشترط الحياة ؛ وبين تقليد الاستمراري فلا يشترطها ، وهاهنا تفصيلان آخران :
الأوّل : هو التفصيل بين فقد المجتهد الحي في زمان من الأزمنة فلا يشترط أي يجوز تقليد الميّت ابتداء ، وبين وجوده فيشترط الحياة في المفتي أي لا يجوز تقليد الميّت ابتداء.
الثاني : هو التفصيل بين ما إذا كان المفتي ممّن لا يفتي إلّا بمنطوق صريح الأدلّة كالصدوقين قدسسرهما والمحدّث البحراني وغيره قدسسره فلا يشترط الحياة فيه ويجوز التقليد عنه في حال حياته وفي حال مماته ؛ وبين غيره فلا يجوز التقليد عنه لا حيّا ولا ميّتا والعمدة هو التفصيل بين تقليد البدوي فيشترط الحياة في المفتي أي لا يجوز تقليد الميّت ابتداء وبين الاستمراري فلا يشترط الحياة فيه أي يجوز البقاء على تقليد الميّت استمرارا إذا قلّده في حياته سواء عمل بالفعل بفتواه أم لم يعمل بها ، وبعض المجتهدين كالمحقّق القمّي قدسسره اختار عدم اشتراط الحياة في المفتي إذا كان أعلم من الكل وتبعه المحقّق الفيّاض (دام ظلّه) في التعاليق المبسوطة والمختار عند المصنّف قدسسره ما هو المعروف بين الأصحاب (رض) من اشتراط الحياة في