قوله : فتدبّر ...
وهو اشارة إلى أن مراد الشيخ الأنصاري قدسسره من عدم البيان هو عدم البيان في مقام التخاطب في انعقاد أصل الظهور للمطلق في الاطلاق والمراد من عدم البيان إلى الأبد هو عدم البيان في حجية الظهور من حيث البقاء لا من حيث الانعقاد للظهور فالمطلق كالعام ، إذ انعقاد ظهور العام في العموم يتوقف على عدم المخصص في مقام التخاطب وأما حجيته فتتوقف على عدم المخصص إلى الأبد كالمخصص المنفصل. وكذا انعقاد ظهور المطلق في الاطلاق يتوقف على عدم البيان عند التخاطب ، وأمّا حجيته فتتوقف على عدم بيان التقييد إلى الأبد كالمقيّد المنفصل.
في دوران الأمر بين التخصيص والنسخ
قوله : ومنها ما قيل فيما إذا دار بين التخصيص والنسخ ...
إذا ورد العام والخاص المتخالفان في الكلام حال كونهما منفصلين عن الآخر فيتصور فيهما اربع صور :
الاولى : ان يكون الخاص بعد العام قبل حضور وقت العمل بالعام.
الثانية : أن يكون الخاص بعد العام وبعد حضور وقت العمل بالعام.
الثالثة : أن يكون العام بعد الخاص قبل حضور وقت العمل بالخاص.
الرابعة : أن يكون العام بعد الخاص وبعد حضور وقت العمل بالخاص.
ولا خلاف في كون الخاص مخصّصا للعام في الصورة الاولى ، وفي الصورة الثالثة ، وانما الخلاف بين الاعلام (رض) في الصورة الثانية ، وفي الرابعة وهما عبارتان عما إذا كان ورود الخاص بعد العام ، وبعد حضور وقت العمل به وإذا كان ورود العام بعد ورود الخاص وبعد حضور وقت العمل بالخاص.
ففي الاولى يدور الأمر بين كون الخاص المتأخر عن العام مخصصا للعام أو