.................................................................................................
______________________________________________________
واما في الاصول الاعتقادية فالمطلوب فيها هو العمل الذي تقوم به الجوانح كالعلم بها وعقد القلب عليها وتحملها : أي جعلها من محمولات القلب والبناء على الانقياد لها.
لا يقال : ان الفروع ايضا لها عمل تقوم به الجوانح كما تقوم بفعلها الجوارح وهو الالتزام بها.
فانه يقال ، اولا : انه قد مر في باب القطع عدم وجوب الالتزام بها ، وان المطلوب فيها ليس إلّا العمل الاعضائي دون العمل القلبي.
وثانيا : وعلى فرضه فنقول : ان الفرق بين الفروع والاصول الاعتقادية هو ان المسلم في الفروع هو طلب العمل الجارحي ، واما العمل الجانحي ففيه خلاف ، وعلى فرض القول به فهو مطلوب ثان غير العمل الجارحي ، واما في الاصول الاعتقادية فالمطلوب فيها ليس إلّا العمل الجانحي من العلم وعقد القلب وامثالها دون العمل الجارحي.
الامر الثاني : ان عقد القلب امر غير العلم والتصديق بالشيء ، كما مر بيانه في مبحث اتحاد الطلب والارادة ، ويدل عليه ـ مضافا الى شهادة الوجدان بان عقد القلب والبناء القلبي غير العلم والتصديق ـ قوله تعالى حاكيا عن الكفار بالنسبة الى رسالة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ)(١) بناء على ان المراد من الجحود بها هو البناء القلبي على عدم التصديق بها ، وان كانوا قد صدقوا بها واقعا دون الجحود اللساني.
وقد اشار بقوله : «هل الظن كما يتبع عند الانسداد عقلا في الفروع العملية» التي هي «المطلوب فيها اولا العمل بالجوارح» وفي قوله اولا اشارة الى ان الفروع
__________________
(١) النمل : الآية ١٤.