(وما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلوات الخمس) (١) ولا لما
______________________________________________________
والحاصل : ان متعلق المعرفة في الآية المحذوف هو ياء المتكلم والمتكلم هو الله تبارك وتعالى ، فالآية تدل على وجوب معرفته ، وليس المحذوف امرا غير معين ليكون مطلقا يشمل كل ما شك في وجوب معرفته ، وقد عرفت ايضا انه انما عبر عن المعرفة بالعبادة لكونها لازم المعرفة أو انها هي بنفسها عبادة ، وانما تكون العبادة من لوازم المعرفة او بنفسها عبادة حيث تكون المعرفة معرفة الله ، واما غير معرفة الله لو فرضنا القول بوجوبها فلا يلازمها العبادة ، لوضوح عدم صحة عبادة كل ما وجب معرفته ، بل خصوص معرفة الله هي عبادته او التي يلازمها عبادته ، فلو كان المراد معرفة كل ما شك في وجوب معرفته لما حسن التعبير عنه بالعبادة.
(١) هذا هو الدليل الثاني وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما أعلم شيئا بعد المعرفة افضل من هذه الصلوات الخمس) (١).
ووجه الاستدلال به هو دلالة هذا الحديث المبارك على كون المعرفة اعلى وافضل من الصلوات الخمس ، لجعل افضلية الصلوات الخمس بعد المعرفة ، ولا ريب في وجوب ما كان افضل من المسلم وجوبه ، فالمعرفة واجبة لكونها افضل من الصلوات الخمس المسلم وجوبها ، وحيث لم يقيد المعرفة بشيء فيكون لها شمول واطلاق او عموم بناء على افادة لام الجنس للعموم.
والجواب عنها اولا : بان الرواية لم تسق لبيان وجوب المعرفة حتى يصح الاستدلال باطلاقها ، وانما هي مسوقة لبيان فضل الصلوات الخمس.
واما دعوى عمومها فقد عرفت في مبحث العام والخاص عدم كون اللام من الفاظ العموم.
__________________
(١) الكافي ، ج ٣ ، ص ٢٦٤.