.................................................................................................
______________________________________________________
والجواب عنه أولا : انه فرق بين مسبب السبب وبين آثار المسبب ، فان السبب وان كان لا يوصف ولا يحمل عليه مسببه ولكنه يوصف ويحمل عليه آثار السبب ، فان من أوجد الماء فروى به العطاشى لا يوصف بانه ماء ، ولكنه يوصف بانه روى العطاش ، وكذلك من اوجد البياض لا يوصف بانه ابيض ولا يحمل عليه الابيض ، ولكنه يحمل عليه آثار البياض ، فيقال لمن أوجد البياض انه فرق البصر.
وثانيا بان الحكم نفسه قد ورد وصفه بالثقل كما في قوله تعالى : (سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً)(١)(إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً)(٢) الخ. ومن الواضح ان المراد من القول الثقيل هو الحكم بناشئة الليل.
وثالثا : ان الحكم والفعل من قبيل المتعلق والمتعلق به ، ويوصف المتعلق بوصف متعلقه ، فيقال الحكم سهل والحكم صعب اذا كان متعلقه سهلا أو صعبا.
ومنها : ان وحدة السياق في بعض فقرات الحديث تقضي بان المراد من الموصول هو الفعل دون الحكم ، لان المراد من ما استكرهوا عليه وما اضطروا اليه وما لا يطيقون هو الفعل الذي اكرهوا عليه والفعل الذي اضطروا الى ارتكابه والفعل الذي لا يطيقون الاتيان به ، وكذلك المراد من الخطأ فانه هو الفعل الذي كان خطأ ، وكذلك النسيان فان المراد منه هو الفعل الذي وقع من الشخص نسيانا ، والظاهر من عدم العلم به هو عدم العلم بنفسه وبذاته ، فينحصر في الشبهة التي كان الجهل فيها مستندا الى الجهل بعنوانها الذاتي الاولي ، وهي مثل المائع غير المعلوم كونه خمرا أو خلا ، وهذه الشبهة هي الشبهة الموضوعية دون الحكمية ، فالمستفاد ـ على هذا ـ منه رفع الذي لا يعلم من حيث عنوان ذاته مثل المثال المذكور وهو خصوص الشبهة الموضوعية.
__________________
(١) المزمل : الآية : ٥.
(٢) المزمل : الآية ٦.