.................................................................................................
______________________________________________________
ولا يخفى ايضا ان عنوان (ما لا يعلمون) وعنوان (ما اضطروا) وساير عناوين الفقرات المذكورة هي من العناوين الثانوية الطارئة على الشيء ، لوضوح كون الخمر ـ مثلا ـ هي العنوان الاولي المترتب عليه بهذا العنوان حرمة الشرب ، وعلى الخمر بما لها من هذا العنوان يعرض الاضطرار والاكراه وعدم العلم ، فاتضح انها عناوين ثانوية تعرض على الشيء بما له من العنوان الاولي.
اذا عرفت هذا ، تعرف ان هذه العناوين الثانوية التي بواسطة عروضها على الشيء بعنوانه الاولي هي التي أوجبت رفع الاثر ، فلا بد وان يكون المرفوع بها غير الآثار التي كانت العناوين الثانوية موضوعا لها ، بل المرفوع بها الآثار التي كان الموضوع لها هو العنوان الاولي ، فان الخمرية ـ مثلا ـ المترتبة على الخمر هي المرفوعة بالاضطرار او بالاكراه وبعدم العلم ، دون الأثر المترتب على هذه الاشياء بعناوينها الثانوية ، فمن نذر إن نسى أو أخطأ فشرب الخمر تصدق بشيء لا يكون حديث الرفع مقتضيا لرفعه ، فان الظاهر منها ان المنظور فيها آثار عنوان ذلك العنوان غير عنوان نفسها ، فعنوان (ما اضطروا اليه) لا ينظر الى رفع الاثر المترتب على نفس الاضطرار ، وليس غير العنوان الثانوي العنوان الاولي ، فلذلك تكون رافعة لآثار الشيء الثابتة له بعنوانه الاولي ، فلو قلنا بان حديث رفع النسيان دال على رفع أثر الجزء أو الشرط المنسي لا يكون دالا على رفع الاثر المترتب على نفس النسيان ، فلا يكون رافعا لإعادة الصلاة الثابتة لمن صلى في النجس نسيانا.
والحاصل : ان الآثار المترتبة على الشيء بعنوانه الثانوي معناه كون العنوان الثانوي موجبا لوضع ذلك الاثر ، وان ما كان نفس العنوان الثانوي موجبا لوضعه لا يكون هو ايضا موجبا لرفعه ، لاستحالة ان يكون الشيء الواحد بما هو واحد موجبا لأثرين متناقضين ، وقد اشار الى ما ذكرنا بقوله : «ثم لا يذهب عليك ان المرفوع فيما اضطر اليه وغيره» كعنوان ما استكرهوا عليه وما لا يعلمون «مما اخذ بعنوانه الثانوي» كما عرفت من ان هذه العناوين عناوين ثانوية ، وعلى كل ،