كلام الحر العاملي في فصوله
قال الشّيخ الحرّ (١) في محكيّ كتابه ، المسمّى بالفصول المهمّة ، بعد نقل جملة من الأخبار النّافية للحرج : ما هذا لفظه : «اقول نفي الحرج مجمل ، لا يمكن الجزم به ، فيما عدا التّكليف بما لا يطاق وإلّا لزم رفع جميع التّكاليف» انتهى كلامه رفع مقامه.
وهو كما ترى مبنيّ على تعلّق جميع التّكاليف ، بالامور العسرة ، وانّ موردها لا ينفك عن الحرج. وسنوقفك على ما يتوجّه عليه.
نقل كلام لصاحب فوائد الاصول
وقال بعض الاعلام (٢) من السّادة الفحول في محكيّ فوائده ، بعد إثبات القاعدة في الشّريعة ونفي الرّيب ، والاشكال في ثبوتها ما هذا لفظه : «وأمّا ما ورد في هذه الشّريعة من التّكاليف الشّديدة كالحجّ ، والجهاد ، والزّكوة بالنّسبة إلى بعض الناس ، والدّية على العاقلة ونحوها ، فليس شيء منها من الحرج ؛ فإن العادة قاضية بوقوع مثلها والنّاس يرتكبون مثل ذلك من دون تكلّف ومن دون عوض كالمحارب للحميّة ، أو بعوض يسير كما إذا أعطى على ذلك أجرةً ، فإنّا نرى كثيراً يفعلون ذلك بشيء يسير.
وبالجملة فما جرت العادة بالإتيان بمثله والمسامحة فيه ، وإن كان عظيماً في نفسه ، كبذل النّفس والمال الكثير فليس ذلك من الحرج في شيء.
نعم تعذيب النّفس وتحريم المباحات والمنع ، عن جميع المشتبهات أو نوع منها على الدّوام ، حرج وضيق ومثله منتف في الشّرع». انتهى كلامه رفع في الخلد مقامه.
__________________
(١) الفصول المهمة ١ : ٦٢٦ / ٢٤٩.
(٢) فوائد الاصول : ١١٨ ، فائدة : ٣٦٥.