وامام هذا الوضع لم يكن بمقدور الشركات الانجليزية الممنوحة هذا المنحة ان تبقى ساكتة ، بل راحت تزيد من ضغوطها على ناصر الدين شاه لحلّ هذه المشكلة ، غير أنّه لم يكن باستطاعة أحد أن يصدّر هذا الموج الغاضب لأبناء الامّة وتفاعلهم مع قيادتهم المرجعيّة الرشيدة. لذلك اخذ الشاه واعوانه يحيكون خطةً للخروج من هذه الأزمةِ وحلّ مشكلة الشركات الانجليزية. واثر ذلك ، أخبر الشاه العلماءَ وعلى رأسهم الميرزا الشيرازي انه قد الغى هذه المنحة في داخل البلاد ، وتبقى فقط منحصرة للمعاملات مع الدول الاخرى طالباً إيّاهم الكفّ عن المعارضة والإعلان عن إلغاء حكم المقاطعة. بيد أنّ العلماء الأعلام وأبناء الامّة الواعين ، لم ينخدعوا بهذه الأحابيل وظلوا صامدين في موقفهم. وبالتالي ، خير الشاه ، الميرزا الآشتياني أحدَ أمرين ، الأوّل : إمّا أن يقوم في الملأ العام بتدخين النارجيلة ونقض حكم الميرزا الشيرازي.
والثاني : أو أنْ يغادر طهران.
وفي المقابل ، ردّ الميرزا الآشتياني على طلب الشاه بالقول : إنّ حكم الميرزا الشيرازي ، لا يمكن لأحدٍ نقضه سوى هو نفسه ، وإنّني سأغادر طهران مضطراً بعد يوم واحد.
وبعد أن اطّلع الناس على هذا الأمر ، اخذوا يتقاطرون إلى منزل الميرزا وشكّلوا حشدا جماهيريّاً غفيراً ، حالوا دون خروجه ، وتوجهت أعداد من الناس إلى قصر الشاه لاحتلاله ، غير أنّهم واجهوا ردّاً عنيفاً بإطلاق النار عليهم ، فوقع عدد منهم قيل سبع أو سبعون قتيلاً.
وبالتالي مع تفاقم الأوضاع وتعميم الانتفاضة الغاضبة ، استسلم ناصر الدين شاه وخاطب أمين السلطان بقوله : «بعد إلغاء منحة التبغ والتنباك في الداخل ، فقد قرّرنا إلغاءها مع الخارج (الدول الاخرى) أيضاً ، وترجع الأُمور إلى ما كانت عليه في الماضي ، وعليكم إبلاغ العلماء والولاة والناس بذلك».
اجل ، إنّ حكمة ووعى الميرزا الآشتياني وكافّة العلماء ووقوف الناس إلى جانب المرجعيّة والعلماء ، أدّي بالتالي ، إلى هزيمة الشاه المستبد الخائن واسياده المستعمرين