المفروض ، عدم قصد الحكاية عند التكلّم ، بل قصد أمراً آخراً من التّكلّم باللّفظ ، وامّا إذا وجدت الالفاظ منه في الخارج على أسلوب القرآن فيصدق عليه انّه قرآن ، من حيث مماثلته لما نزّله روح الامين على قلب سيّد المرسلين ، وقرأه عليه ، كما إنّه إذا أمر الشّخص بإيجاد مركّب خارجيّ كالسّرير مثلاً ، لم يصدق في حقّه عند شروعه في كلّ جزء منه بقصد غير السّرير ، إنه يشتغل بتركيب السّرير ويبني على امتثال الأمر بإيجاده وامّا إذا بدا له بعد إيجاد أجزائه بقصد غيره ، أن يوجد السّرير فإذا أوجده يقال على الوجود الخارجي إنّه سرير ، لماله من الامتياز من بين المركّبات الخارجيّة ، غاية الامر إنّه يسقط عنه الامر. إذا فرض كونه توصّليّاً ، بعد التيامه الاجزاء ، بعد ايجاد كلّ جزء منها بقصد غير السّرير ، فالامر في المقام أيضاً من هذا القبيل ، هذا ملخّص ما افاده دام ظلّه.
ولكّنك خبير بانّه على فرض تماميّته لا يجري إلّا بالنّسبة إلى ما يكون مختصّاً بالقرآن ، وامّا ما يكون مشتركاً كالحمد لله ونحوه فلا يجري ما ذكره فيه ، كما صرّح به بعض مشايخنا المتأخّرين أيضاً. وممّا ذكرنا كلّه يعلم وجه إشكال جماعة من الاصحاب في المسألة قال في الذّكرى (١) في المسألة وجهان : البطلان والصحة بناءً على إنّ القرآن هل يخرج عن اسمه بمجرّد القصد ، أم لا؟ انتهى كلامه. والمسألة لا تخلو عن اشكال. هذا آخر ما اردنا ايراده من حكم ما يتعلّق بالمسألة على سبيل الايجاز والاجمال. والله العالم بحقيقة الحال والحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة على محمّد وآله الطّاهرين ، ولعنة الله على اعدائهم اجمعين من الاوّلين والاخرين إلى يوم الدّين.
وكان اتمامها في العشر الاوّل من جمادي الآخرة سنة اربع عشر وثلاثمائة بعد الالف من هجرة خير البشر عليه من التّصلية ازكاها ومن التّزكية انماها.
__________________
(١) الذكرى : ٢١٦ التروك الواجبة.