القرآن الكريم ، فما وافق يؤخذ به وما خالف فهو زخرف لم يصدر عنهم.
عن أبي عبد الله الصادق (عليهالسلام) قال : خطب رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فقال : «يا أيّها الناس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله». (١)
وعن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله الصادق (عليهالسلام) عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ، ومنهم من لا نثق به. قال : إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وإلّا فالذي جاءكم به أولى به. (٢)
يقول الأستاذ الشهيد : إنّ أخبار العرض على الكتاب يمكن تفسيرها بنحو آخر لا يحتاج معه إلى كثير من الأبحاث التي جاءت في كلمات الأصحاب وهو : أنّه لا يبعد أن يكون المراد من طرح ما خالف الكتاب الكريم ، أو ما ليس عليه شاهد منه ، طرح ما يخالف الروح العامة للقرآن الكريم وما لا تكون نظائره وأشباهه موجودة فيه ، ويكون المعنى حينئذٍ أنّ الدليل الظنّي إذا لم يكن منسجماً مع طبيعة تشريعات القرآن ومزاج أحكامه العامّة لم يكن حجّة ، وليس المراد المخالفة والموافقة المضمونية الحدّية مع آياته. فمثلاً لو وردت رواية في ذمّ طائفة من الناس وبيان خسّتهم في الخلق أو أنّهم قسم من الجنّ ، قلنا : إنّ هذا يخالف
__________________
(١) تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، تأليف الفقيه المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت : ١١٠٤ ه) ، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث ، ج ٢٧ ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٢) المصدر السابق.