ويحوطها باستفهامات تسعى أن تعرف البواعث التي أملت علينا تقديم بحث جديد حيال القاعدة ذاتها.
في الحقيقة يمكن الباعث الأساسي فيما اتفقت عليه كلمة تلامذته وأشرنا إليه خلال المقدمة مرات من أنّ الجهود الأصولية للسيد الصدر تستبطن بذور مرحلة رابعة على خط تطوّر الفكر الأصولي. ومن الجلي أن عملية اكتشاف قواعد هذه المدرسة ومعرفة مكوّناتها ، وبانها بداعاتها نقداً وتأسيساً ، ويضاح سهاماتها المنهجية والمضمونية ، هي عملية شاقّة ودائمة لا تتوقّف عند هذا الجهد أو ذاك ، بل تمتد لتستوعب كل بادرة تطمح أن ترى نجاز السيد الشهيد وهو يأخذ موقعه اللائق في الأصولي المعاصر.
فلما كان سيدنا الأستاذ بجهازه العقلي العملاق وعدته المنهجية الرفيعة وأسلوبة الرائق في البيان ، هو الأقدر على بأنه معالم فكره ، فقد اخترنا أن نعرض هذا البحث وهو أقرب ما يكون لي عبارته وأسلوبه.
على أن لهذه الطريقة فضيلة أخرى وهي تكشف عن نمو الأفكار وتحولاتها في طارٍ تأريخي يسمع للباحث أن يصحب السيد الشهيد ويرافقه بدقّة في مساره الفكري. فما تمتاز به هذه البادرة أنها جاءت أقرب ما تكون روحاً وأسلوباً ولفظاً لي دروس السيد الشهيد وهو يقرّر القاعدة على تلاميذه.
وما تهدف إليه ، هي أن تكون لبنة جديدة في الصرح العلمي للسيد الأستاذ تسهم في الكشف عن مدرسته الأصولية وصفها مرحلة أخرى على خط تطور علم الأصول.
عند هذه النقطة صار من المناسب التوفر على ذكر ملاحظتين :