قال : فتغيّر وجه هارون وقال : قد أفصح ، وقام الناس فاغتنمها هشام فخرج على وجهه إلى المدائن ، قال : فبلغنا أنّ هارون قال ليحيى : شدّ يدك بهذا وأصحابه ، وبعث إلى أبي الحسن موسى عليهالسلام فحبسه ، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الأسباب ، ثمّ صار هشام إلى الكوفة وهو يعقب عليه (١) ، ومات في دار ابن شرف بالكوفة.
فبلغ هذا المجلس محمّد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس هارون فقال النوفلي : ترى (٢) هشاماً ما استطاع أن لا يقبل (٣) ، فقال له ابن ميثم : بأي شيء يستطيع أن لا يقبل وقد أوجب أنّ طاعته مفروضة من الله؟ قال : بأن يقول الشرط في إمامته أن لا يدعوا أحداً إلى الخروج حتّى ينادي منادٍ من السماء ، فمن يدّعي الإمامة قبل ذلك الوقت علمت أنّه ليس بإمام ، وطلبت من أهل هذا البيت من لا يقول أنّه يخرج ولا يأمر بذلك حتّى ينادي مناد من السماء فاعلم أنّه صادق ، فقال ابن ميثم : هذا من حديث الخرافة ومتى كان هذا في عقد الإمامة. الحديث (٤).
وفيه : جعفر بن معروف قال : حدّثني الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبي يحيى وهو إسماعيل بن زياد الواسطي ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : سمعته يؤدي إلى هشام بن الحكم رسالة أبي الحسن عليهالسلام قال : لا تتكلّم فإنّه قد أمرني أن آمرك أن لا تتكلّم ، قال : فما بال هشام يتكلّم وأنا لا أتكلّم؟ قال : أمرني أن آمرك أن لا تتكلّم وأنا رسوله إليك.
قال أبو يحيى : أمسك هشام بن الحكم عن الكلام شهراً لم يتكلّم ثمّ
__________________
(١) في المصدر : وهو بعقب علّته ، وهو يقف عليه ( خ ل ).
(٢) في نسخة « م » : نرى.
(٣) في المصدر هنا وفي الموارد الآتية : يعتلّ ، يفتك ( خ ل ).
(٤) رجال الكشّي : ٢٥٨ / ٤٧٧.