المقصد الخامس : في القراض ، وفصوله ثلاثة :
الأول : في أركانه ، هي خمسة :
الأول : العقد ، فالإيجاب : قارضتك ، أو ضاربتك ، أو عاملتك على أن الربح بيننا نصفين أو متفاوتا.
والقبول : قبلت ، وشبهه من الألفاظ الدالة على الرضي.
______________________________________________________
قوله : ( فالإيجاب : قارضتك ، أو ضاربتك ، أو عاملتك ).
قال في التذكرة : لا يختص الإيجاب لفظا ، فلو قال : خذه واتجر به على أنّ الربح بيننا متساويا أو متفاوتا جاز (١).
وما ذكره حق ، لأنّ هذا عقد جائز ، فيكفي فيه كلّ لفظ دلّ على المعاملة المطلوبة. نعم لا بدّ من اللفظ ، لأنّ الأفعال لا دلالة لها ، والرضى بالوجه المخصوص المعتبر في المعاملات من الأمور الباطنة التي لا يطّلع عليها إلاّ الله سبحانه وتعالى.
قوله : ( والقبول : قبلت ، وشبهه من الألفاظ الدالّة على الرضى ).
قال في التذكرة : وهل يعتبر اللفظ؟ الأقرب العدم ، فلو قال : خذ هذه الدراهم فاتّجر بها على أنّ الربح بيننا على كذا ، فأخذها واتّجر ، فالأقرب الاكتفاء به في صحة العقد كالوكالة (٢).
وما قرّبه المصنف هو المختار ، لأن العقد الجائز من الطرفين يكفي في قبوله ما دلّ على الرضى بالإيجاب ، والأخذ عقيبه دالّ على ذلك ، وليس هو كالعقد اللازم لأنّ الحكم بلزومه متوقف على حصول السبب المعتبر شرعا ، وهو اللفظ المعين.
__________________
(١) التذكرة ٢ : ٢٢٩.
(٢) التذكرة ٢ : ٢٢٩.