ثم لا يخفى عليك اختصاص هذه الطريق في البلدان المخالفة لمكة في الطول.
الطريق الثاني وهو المشتهر بالدائرة الهندية والعمل فيه بعد تسوية الأرض ورسم الدائرة واستخراج خطي الاعتدال والزوال القاسمين لها أرباعا على ما مر في بحث المواقيت أن يقسم كل ربع منها تسعين قسما متساوية ، ثم تعد من نقطة الجنوب أو الشمال بقدر ما بين الطولين إلى المغرب إن زاد طول البلد على طول مكة شرفها الله تعالى ، وإلى المشرق إن نقص ، ومن نقطة المشرق أو المغرب بقدر ما بين العرضين إلى الشمال إن نقص عرضه ، وإلى الجنوب إن زاد عليه ، ويخرج من منتهى الأجزاء الطولية خطا موازيا لخط الزوال ، ومن منتهى الأجزاء العرضية خطا موازيا لخط الاعتدال ، فيتقاطع ذلك الخطان داخل الدائرة غالبا فصل بين مركزهما ، ونقطة التقاطع بخط منته الى محيطها ، فهو على صوب القبلة ، ولا يخفى أيضا أن هذا الطريق في المخالفة لمكة طولا وعرضا خاصة ، فهو أقل من سابقه ثمرة ، بل ربما نوقش في اقتضائه التوجه الى العين تحقيقا ، نعم انما هو تقريبي ، لكن قيل إنه كذلك بالنسبة إلى العين كما هو مشرب علماء الهيئة ، وأما بالنظر الى إفادتها الجهة كما هو مذهب الفقهاء قدس الله أرواحهم فتحقيقية ، ولذا لم يلتفتوا الى تعديلها بما يقربها الى التحقيق في زعم أولئك ، وفيه نظر يعرف مما قدمناه سابقا ، ولعله الى هذين الطريقين أشار العلامة الطباطبائي بقوله :
وتعلم القبلة في
بحر وبر |
|
في غير مسطور
بشيء مستطر |
والله أعلم.
( الثاني في ) أحكام ( المستقبل )
بالكسر وهي كثيرة ، منها أنه يجب عليه الاستقبال في الصلاة الواجبة والذبح كذلك وجوبا شرعيا على الأصح من وجوب المقدمة ، ولخصوص الأدلة لا شرطا خاصة مع العلم بجهة القبلة لما دل على وجوب الطاعة والانقياد من العقل