وعلى كل حال فالمدار في السماع والرؤية على المعتادين دون الخارقين ، وفاقدهما أو أحدهما يقدرهما ، كما أنه يقدر عدم الحائل لو كان بستانا أو غيرها ، ولو كانت خطة البلاد خاصة في شاهق أو واد منخفض قدرها في المستوي تنزيلا للإطلاق على الغالب ، فما في المدارك من احتمال الاكتفاء في المنخفضة بالخفاء المزبور للإطلاق ضعيف ، كضعف ما يحكى عن الذخيرة وبعض نسخ المدارك أيضا من الاكتفاء بحصول الحائل بينه وبين البيوت وإن كان قليلا في تحقق التواري بحيث لا يضر رؤيتها بعد ذلك ، ضرورة أن المعتبر التواري بسبب البعد كما هو واضح ، مع أنه لا وجه للتفرقة بينها وبين المرتفعة التي لم أعرف فيها خلافا بين من تعرض لها من الأصحاب عدا ما يحكى عن الفخر من اعتبار الخفاء فيها حقيقة ، ووالده من الاشكال فيها ، ولا ريب في أن الأحوط ذلك ولا عبرة بالإعلام والمنائر والقباب بلا خلاف معتد به ، بل عن مجمع البرهان نسبته إلى الأصحاب مشعرا بدعوى الإجماع عليه ، وكذا سور البلد بعد اعتبار تواري البيوت في النصوص ، فما عن الموجز وكشفه من اعتبار خفاء السور ضعيف ، بل قد يدعى ظهوره أيضا في إرادة صور البيوت وأشكال جدرانها لا الشبح ، كما صرح به الشهيد الثاني وإن استشكله السيدان المعاصران بدعوى ظهور النص والفتوى في التواري المطلق ، لكن فيه أن ظهورهما في ذلك ممنوع ، لعدم صدق البيت على الشبح أو عدم انصراف إطلاقه اليه ، ولعله لذا حكي عن الأستاد الأكبر دعوى الإجماع على أن العبرة بالصورة لا الشبح ، بل قد يقال باعتبار مثله في الأذان على معنى اعتبار خفاء تمييز فصوله دون نفس الصوت ، لنحو ما سمعته أيضا من عدم صدقه على نفس الصوت أو عدم انصراف إطلاقه إليه.
لكن المقدس البغدادي وغيره اعتبر الصوت نفسه ، وهو لا يخلو من وجه بل قوة ، إذ الظاهر إرادة التمثيل من الأذان لكل صوت رفيع يشبهه ، وانما خص به لأنه في العادة أرفع