وإن قلنا بأن ما يتركه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس من الدين ـ وهو أمر لم يقل به من له أدنى نظر ـ فقد خالفنا القرآن في ما أمرنا به : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (١).
ب ـ قرن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الثقلين معاً وتأكيده على عدم افتراقهما عن بعضهما ذو دلالة خاصة على عصمة الثقلين معاً ، فالقرآن وهو الكتاب الكريم الذي وصف بأنه (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (٢) حينما يكون معصوماً ، فمما لا ريب فيه ان قرينه سيكون معصوماً هو الآخر.
ج ـ تأكيده صلىاللهعليهوآلهوسلم أن التمسك بالثقلين لن يؤدي إلى ضلال أبداً مؤشر حتمي على عصمة الثقلين معاً ، وذلك بديهي لبديهية أن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه ، فإذا ما كان أهل البيت عليهمالسلام من غير أهل العصمة فكيف يمكن لهم أن يدلّوا عليها؟!
٤ ـ يلاحظ أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد تحدّث عن عدم افتراق الثقلين عن بعضهما إلى أن يردا عليه الحوض ، وهذه الجملة مع تأكيدها على عصمتها ، فإنها تشير إلى حتمية استمرار وجود الهادي من أهل البيت حتى يوم القيامة ، ومن المعلوم ان مدرسة الإمامية من خلال مقولتها الراسخة بعدم ديمومة الأرض بغير حجة وقول أئمتها عليهمالسلام : لو لا الحجة لساخت الأرض (٣) وأمثال ذلك ، هي الوحيدة القادرة على تأمين المتطلبات الموضوعية التي اشترطها الحديث الشريف فلا تغفل!.
ومن الملاحظ أن هذه المعطيات تلتقي التقاءً طبيعياً لا مرية فيه مع
____________________
(١) الحشر : ٧.
(٢) فصلت : ٤٢.
(٣) انظر في شأن ذلك الكافي ١ : ١٧٨ ـ ١٨٠ أحاديث ب ٦٣ ـ ٦٤.