وقال أحمد في العلل « ١ / ٦٩ » : « وفي أثناء ذلك كله يتعطف به الخليفة « المعتصم » ويقول : يا أحمد أجبني إلى هذا حتى أجعلك من خاصتي وممن يطأ بساطي ، فيقول الإمام : يا أمير المؤمنين ، يأتوني بآية من كتاب الله أو سنة عن رسول الله حتى أجيبهم إليها . فلما لم يقم لهم معه حجة عدلوا إلى استعمال جاه الخليفة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين : هذا كافر ضال مضل . وقال له إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد : يا أمير المؤمنين ليس من تدبير الخلافة أن تخلي سبيله ويغلب خليفتين ، فعند ذلك حميَ واشتد غضبه ، وكان ألينهم عريكة وهو يظن أنهم على شئ .
قال الإمام أحمد : فعند ذلك قال لي : لعنك الله ، طمعت فيك أن تجيبني ، ثم قال : خذوه واخلعوه واسحبوه . قال الإمام : فأخذت وسُحبت وخُلعت وجئ بالعُقَابَيْن والسياط وأنا أنظر ، وكان معي شعرات من شعر النبي مصرورة في ثوبي ، فجردوني منه وصرت بين العقابين ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، الله الله ، إن رسول الله قال : لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث وتلوت الحديث ، وإن رسول الله قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم . فبمَ تستحل دمي ولم آت شيئاً من هذا ؟ يا أمير المؤمنين أذكر وقوفك بين يدي الله كوقوفي بين يديك . فكأنه أمسك .
ثم لم يزالوا به يقولون له : يا أمير
المؤمنين إنه ضال مضل كافر . فأمر بي فقمت بين العقابين وجئ بكرسي فأقمت عليه ، وأمرني بعضهم أن آخذ بيدي بأي