جنات وعيون .. الآيات . فقال أنشدني شعراً ، فقال إني قليل الرواية للشعر ، فقال لا بد من ذلك ، فأنشده :
باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرسهمْ |
|
غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُللُ |
واستُنْزِلُوا بعد عِزٍّ عن معاقلهمْ |
|
فأُودعوا حُفَراً يا بئسَ ما نزلوا |
ناداهُم صارخٌ من بعد ما قُبروا |
|
أين الأسِرَّةُ والتيجان والحُلَلُ |
أين الوجوهُ التي كانت مُنَعَّمَةً |
|
من دونها تُضرُب الأستار والكِللُ |
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم |
|
تلك الوجوهُ عليها الدود يَقتتل |
قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا |
|
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا |
وطالما عمروا دوراً لتحصنهم |
|
ففارقوا الدور والأهلينَ وانتقلوا |
وطالما كنزوا الأموال وادخروا |
|
فخلفوها على الأعداء وارتحلوا |
أضحت مَنازِلُهم قفْراً مُعَطلةً |
|
وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا » |
فبكى المتوكل حتى بلت دموعه لحيته . انتهى .
ثم
عقَّب ابن تيمية بقوله :
« فيقال : هذا الكلام من جنس ما قبله لم يذكر منقبة بحجة صحيحة ، بل ذكر ما يعلم العلماء أنه من الباطل ، فإنه ذكر في الحكاية أن والي بغداد كان إسحاق بن إبراهيم الطائي ، وهذا من جهله فإن إسحاق بن إبراهيم هذا خزاعة معروف هو وأهل بيته كانوا من خزاعة ، فإنه إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب ، وابن عمه عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب ، أمير خراسان المشهور المعلومة سيرته ، وابن هذا محمد بن عبد الله بن