٣٠. وأشهد أنك المعني بقول العزيز الرحيم : وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ : ومعنى هذه الفقرة واضح .
٣١. وأشهد أنك لم تزل للهوى مخالفاً ، وللتقى محالفاً ، وعلى كظم الغيظ قادراً ، وعن الناس عافياً ، وإذا عصي الله ساخطاً ، وإذا أطيع الله راضياً ، وبما عهد الله إليك عاملاً : هذا بيانٌ لحالة الثبات والصمود في موقف أمير المؤمنين عليهالسلام وهي صفة صاحب الدين والمبدأ . وقد عرف بذلك عليهالسلام في الحرب والسلم ، والشدة والرخاء .
٣٢. وأشهد أنك ما اتقيتَ ضارعاً ، ولا أمسكتَ عن حقك جازعاً : وهذا بيانٌ لسياسته عليهالسلام مع أهل السقيفة ، فقد كان يلين وقت اللين ويشتد وقت الشدة ، ويقيم الحجة بالبرهان ، وهو في ذلك ينفذ أمر النبي صلىاللهعليهوآله .
قال عليهالسلام : « أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآله بما الأمة صانعة بي بعده ، فلم أكُ بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني ولا أشد يقيناً مني به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله صلىاللهعليهوآله أشد يقيناً مني بما عاينت وشهدت » . « كتاب سليم بن قيس / ٢١٥ » .
٣٣. وأشهد أنك يا أمير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده ، حتى دعاك الله إلى جواره : روى النسائي في خصائص علي عليهالسلام / ٤٠ ، والحاكم : ٣ / ١٢٢ ، وصححه على شرط الشيخين ، عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوساً ننظر رسول الله صلىاللهعليهوآله فخرج الينا قد انقطع شسع نعله فرمى به إلى علي عليهالسلام فقال : إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبوبكر : أنا ؟ قال : لا . قال عمر : أنا ؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل » .