ليس معه إلا ثلاثة غلمان ، فقال قد فعلوها ! ولو لم يؤخذ ببغداد ما قدروا على أخذه ، ولو دخل إلى سامرا فأراد بأصحابه قَتْلَ جميع من خالفه ، أمكنه ذلك .
قال : فأتيَ بطعام قرب الليل فأكل فمكث يومين أو ثلاثة ، ثم ركب إسحاق في حراقة وأعدَّ لإيتاخ أخرى ، ثم أرسل إليه أن يصير إلى الحراقة ، وأمر بأخذ سيفه فحدروه إلى الحراقة ، وصير معه قوم بالسلاح ، وصاعد إسحاق حتى صار إلى منزله ، وأخرج إيتاخ حين بلغ دار إسحاق ، فأدخل ناحية منها ، ثم قيد فأثقل بالحديد في عنقه ورجليه ، ثم قدم بابنيه منصور ومظفر وبكاتبيه سليمان بن وهب وقدامة ابن زياد النصراني ، بغداد وكان سليمان على أعمال السلطان ، وقدامة على ضياع إيتاخ خاصة فحبسوا ببغداد .
فأما سليمان وقدامة فضربا فأسلم قدامة ، وحبس منصور ومظفر .
وذكر عن تُرْك مولى إسحق أنه قال : وقفت على باب البيت الذي فيه إيتاخ محبوس فقال لي : يا تُرك . قلت : ما تريد يا منصور . قال : أقرئ الأمير السلام وقل له : قد علمت ما كان يأمرني به المعتصم والواثق في أمرك ، فكنت أدفع عنك ما أمكنني فلينفعني ذلك عندك . أما أنا فقد مر بي شدة ورخاء ، فما أبالي ما أكلت وما شربت ، وأما هذان الغلامان فإنهما عاشا في نعمة ولم يعرفا البؤس ، فصير لهما مرقة ولحماً وشيئاً يأكلان منه .
قال تُرك : فوقفت على باب مجلس إسحاق
قال لي : مالك يا تُرك ، أتريد أن تتكلم بشئ . قلت : نعم . قال لي إيتاخ : كذا وكذا ! قال وكانت وظيفة إيتاخ رغيفاً