نورُ الهدى والرُّشْد في جبينه |
|
بحرُ الندى والجود في يمينه |
أنفاسُهُ جواهرُ النَّاسُوتِ |
|
وصدره خُزَانةُ اللاهوت |
وقلبهُ في قالب الإمكان |
|
كالروح في الأعيان والأكوان |
وكيفَ وهو أعظم المظاهر |
|
للمتجلي بالجمال الباهر |
همتُهُ فوقَ سماواتِ الهممْ |
|
بل هي كالعنقاء في قاف القدم |
وعزمه يكاد يسبقُ القضا |
|
كيف وفي رضاهُ لله رضا |
وهو له ولايةُ الهدايهْ |
|
في منتهى مراتب الولايهْ |
وهو يمثلُ النبيَّ الهادي |
|
في بثِّ روح العلم والإرشاد |
فإنهُ لكلِّ قومٍ هاد |
|
كجدِّهِ المنذرِ للعباد |
هو النقيُّ لم يزل نقيا |
|
وكان عند ربه مرضيا |
فهو نقي السرِّ والسريرهْ |
|
وسرُّ جدِّه بحكم السيرهْ |
وهو كتابٌ ليس فيه ريبُ |
|
وشاهدٌ فيه تجلى الغيبُ |
وكيف لا وهو ابن من تدلى |
|
في قربه من العليِّ الأعلى |
ما كَذَبَ الفؤاد ما رآه |
|
مُذْ بلغَ الشهودُ منتهاهُ |
مرآتهُ نقيةٌ من الكدرْ |
|
فما طغى قطُّ وما زاغَ البصر |
وهو مطافُ الملأ الأعلى كما |
|
تطوفُ بالضّراح أملاكُ السما |
وبابه كعبة أهل المعرفهْ |
|
لهم بها مناسكٌ موظفهْ |
فأينَ منهُ الحِجْرُ والمقامُ |
|
وأين منه المشعرُ الحرام |
والحرمُ الآمن حريمُ بابه |
|
والبيتُ منسوبٌ إلى جنابه |
ملجأُ كل مِلَّةٍ ونِحْلَهْ |
|
وهو لأرباب القلوب قِبلهْ |