ملاذُ كل حاضرٍ وباد |
|
وكيف لا والباب بابُ الهادي |
بل هو بابُ الله من أتاهُ |
|
فقد أتى الله فما أعلاهُ |
ولست أحصي مكرمات الهادي |
|
فإنها في العد كالأعداد |
وكم أساءَ المتوكلُ الأدبْ |
|
أحضرهُ عند الشراب والطَّرَبْ |
وهو من السنة والكتاب |
|
منزلة اللبِّ من اللُّبَاب |
أهذه القبائح الشنيعهْ |
|
بمحضر من صاحب الشريعهْ |
أيَطْلِبُ الشُّـْرَب من الإمام |
|
وهو وليُّ عصمة الأحكام |
أيَطلِبُ الغِناء بالأشعار |
|
من معدنِ الحكمة والأنوار |
أنزلهُ في أشنعِ المنازل |
|
وفخر كل منزلٍ بالنازل |
من هو عند ربه مكين |
|
فلا عليه أينما يكون |
له رياضُ القدس مأوىً ومقرّْ |
|
خان الصعاليك غطاءٌ للبصر |
وكم أساءَ القول في أبيهِ |
|
عليِّ القدر وفي بنيهِ |
حتى انتهى الأمر إلى الصديقهْ |
|
فأظهرَ الكفر على الحقيقهْ |
عاجلهُ المنتقمُ القهارُ |
|
بضربةٍ تَقدح منها النار |
قاسى الإمام من بني العباس |
|
ما ليسَ في الوهم وفي القياس |
كم مرةٍ من بعد مرةٍ حُبِسْ |
|
وهو بما يراهُ منهم مُحتبس |
حتى قضى بالغم عمراً كاملا |
|
فسمه المعتز سماً قاتلا |
قضى شهيداً في ديار الغربهْ |
|
في شدة ومحنة وكربهْ |
بكتهُ عين الرشد والهدايهْ |
|
حيث هوى منها أجلُّ رايهْ |
بكته عينُ العلم والآداب |
|
ومحكمُ السنةِ والكتاب |