ثمّ قال : ودلّت هذه الأحاديث أيضاً علىٰ أنّ منهم مَن هذه صفته في كلّ عصر وزمان ؛ بدليل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّهما لن يفترقا حتّىٰ يردا علَيَّ الحوض » ، وأنَّ اللطيف الخبير أخبره بذلك (١) ، وورود الحوض كناية عن انقضاء عمر الدنيا ؛ فلو خلا زمان من أحدهما لم يصدق أنّهما لم يفترقا حتّىٰ يردا عليه الحوض.
وقال : إذا عُلم ذلك ظهر أنّه : لا يمكن أن يراد بأهل البيت جميع بني هاشم ، بل هو من العامّ المخصوص بمَن ثبت اختصاصهم بالفضل والعلم والزهد والعفّة والنزاهة من أئمّة أهل البيت الأطهار ، وهم : الأئمّة الاثنا عشر وأُمّهم الزهراء البتول ; للإجماع علىٰ عدم عصمة مَن عداهم ..
والوجدان أيضاً علىٰ خلاف ذلك ; لأنّ مَن عداهم من بني هاشم تصدر منهم الذنوب ويجهلون كثيراً من الأحكام ، ولا يمتازون عن غيرهم من الخلق ، فلا يمكن أن يكونوا هم المجعولين شركاء القرآن في الأُمور المذكورة ، بل يتعيّن أن يكون بعضهم ، لا كلّهم ، ليس إلاّ مَن ذكرنا.
أمّا تفسير زيد بن أرقم لهم بمطلق بني هاشم (٢) ـ إن صحّ ذلك عنه ـ فلا تجب متابعته عليه بعد قيام الدليل علىٰ بطلانه (٣). انتهىٰ.
والمعنىٰ الّذي أشار إليه السيد الأمين رحمهالله هنا في آخر كلامه قد اعترف به جماعة من أعلام الجمهور ..
جاء في الصواعق المحرقة ، لابن حجر : قال بعضهم : يُحتمل أنّ
__________________
فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » ، وقد سبقت الإشارة إلىٰ مصادره في ما تقدّم في ص ٢٥٥.
(١) في ما أخرجه أحمد في مسنده ٣ / ١٧.
(٢) في ما أخرجه مسلم من صحيحه ٧ / ١٢٣.
(٣) أعيان الشيعة ٣ / ٥٦.