[ و ] في الأساس (١) : وقد طهرت طهورا وطهوراً.
فظاهره (٢) جعله مصدرا للمجرد ، ويستفاد ذلك من موضع من الكشاف والطراز حيث فسّراه بالطهارة في قوله عليهالسلام : « لا صلاة إلّا بطهور » (٣).
وقال السيوري (٤) : لا ريب في وروده بمعنى الطهارة.
وقد يرجع (٥) ذلك إلى الأول بأن الطهارة يجيء أيضا مصدرا للمزيد كما يظهر من الطراز حيث قال : وتطهّر هو طهورا بالضم والفتح ، وطهارة. انتهى.
فلم يبق هناك إلّا عبارة الأساس ، وهي أيضا غير صريحة في ذلك ، فإتيانه بمجرّدها مع كونها خلاف المعروف بينهم لا يخلو عن إشكال ، ولم يذكر وروده مصدرا (٦) في المحيط والمجمل والغريبين وشمس العلوم ومختصره ضياء الحلوم (٧) والصحاح والمصباح المنير ، فظاهرهم عدم إثباتهم له.
وعن أبي عمرو أنه : لا نظير لقبول (٨) بالفتح في المصادر ، والباب كلّه مضموم الفاء. وحكى الجوهري عن غير الأخفش « القبول » و « الولوع » مصدران شاذّان ، وما سواهما من المصادر فمبني على الضم ، فظاهر ذلك إنكار مجيئه مصدرا.
وحكي في الطراز عن الأخفش وابن البراج (٩) أنهما زعما أن فعولا في المصادر صفة
__________________
(١) أساس البلاغة ٢ / ٨٦.
(٢) في ( ألف ) : « فظاهر ».
(٣) الرواية مروية عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعائم الإسلام ١ / ١٠٠ ، عوالي اللئالي ٢ / ٢٠٩ باب الطهارة ح ١٣١ ، و ٣ / ٨ ح ١ ، وقد روي ذلك عن الإمام الباقر عليهالسلام في أكثر من طريق. لاحظ : الفقيه ١ / ٣٣ باب وقت وجوب الطهور ح ٦٧ ، التهذيب ١ / ٤٩ باب ٣ ح ٨٣ ، و ١ / ٢٠٩ باب ٩ ح ٨ ، المحاسن ١ / ٧٨ باب ١ ح ١.
(٤) في كنز العرفان ١ / ٣٧ كتاب الطهارة ، المعنى الثالث من معاني الطهور.
(٥) في ( د ) : « رجع ».
(٦) في ( الف ) : « مصدر ».
(٧) في النسخ غير ( د ) : « العلوم » ، وهو غلط. انظر : هدية العارفين ٢ / ١٠٩.
(٨) في ( ألف ) : « لقبوله ».
(٩) في ( د ) : « ابن السراج ».