وإن كان ممّا يحلّ بلعه في ذاته (١) كبقايا الطعام ففي سعة الوقت للصلاة ولو بإدراك ركعة منه يجب القطع والإخراج ، وفي ضيق الوقت يجب البلع وإبطال الصوم تقديماً لجانب الصلاة ، لأهمّيّتها.
وإن وصل إلى الحدّ فمع كونه ممّا يحرم بلعه (٢) وجب إخراجه بقطع الصلاة
______________________________________________________
فإنّ الصلاة وإن كانت في نفسها أهمّ من الصوم بوحدته إلّا أنّه بعد فرض انضمامه إلى فعل المحرّم يكون المجموع أعني : فعل الصوم المنضمّ إلى ترك الابتلاع المحرّم أهمّ من فعل الصلاة وحدها ، إمّا قطعاً ، أو لا أقلّ من احتماله ولا عكس فيتقدّم لا محالة ، فيجب عليه رفع اليد عن الصلاة والمحافظة على الصيام وعلى الاجتناب عن الأكل الحرام ، ثم التصدّي لقضاء الصلاة خارج الوقت.
(١) الثانية : ما إذا حلّ أكله مع عدم الوصول إلى الحلق كبقايا الطعام ، وحيث إنّ الأمر دائر حينئذٍ بين إبطال الصلاة وبين إبطال الصيام فقط ، والمفروض ضيق الوقت حتى عن الركعة وأمّا مع السعة فقد ظهر حكمه ممّا مرّ فلا مناص من اختيار الثاني ، إذ لا ريب أنّ الصلاة أهمّ من الصوم ، كيف؟! وأنّها عمود الدين وأساس الإسلام وبها يمتاز المسلم عن الكافر كما ورد كلّ ذلك في النصّ ، ومع التنزّل فلا أقلّ من كون المقام من موارد الدوران بين التعيين والتخيير ، إذ لا يحتمل تقديم الصوم جزماً ، والمقرّر في محلّه أنّ الدوران المزبور في المسألة الفقهيّة موردٌ للبراءة في غير موارد المزاحمة ، وأمّا فيها كالمقام فالمتعيّن هو تقديم محتمل التعيّن ، وهو الصلاة كما عرفت.
(٢) وممّا ذكرنا يظهر الحال في الصورة الثالثة ، وهي ما إذا حرم أكله في نفسه أي التمكين من وصوله إلى الجوف مع وصوله الحدّ من الحلق ، فإنّ