مجملة قابلة للحمل على كلّ من القولين ؛ إذ لفظ القرص ولفظ الشمس بمعنى واحد ، ولفظ غيبوبة الشمس ولفظ الغروب بمعنى واحد.
وفيه ما لا يخفى ؛ فإنّ إنكار ظهور مثل هذه الروايات في القول الأوّل مجازفة محضة ، بل المتبادر من غروب الشمس الذي ورد التحديد به في غير واحد من الأخبار أيضا ليس إلّا استتار قرصها في الافق.
نعم ، حمل الأخبار التي ورد فيها التحديد بالغروب على ما يطابق المشهور توجيه قريب ، بخلاف الأخبار المتقدّمة التي وقع التعبير فيها بغيبوبة القرص ، التي هي عبارة اخرى عن استتاره عن العين ، فإنّ تطبيقها على مذهب المشهور تأويل بعيد.
لكن قد يقرّبه ما يستشعر من جملة من الأخبار من كون التحديد بغيبوبة القرص ونحوها مظنّة للتورية وقابلا لاحتمال إرادة خلاف الظاهر.
مثل : رواية علي بن الحكم عمّن حدّثه عن أحدهما عليهماالسلام أنّه سئل عن وقت المغرب ، فقال : «إذا غاب كرسيّها» قلت : وما كرسيّها؟ قال : «قرصها» قلت : متى يغيب قرصها؟ قال : «إذا نظرت إليه فلم تره» (١) فإنّ سؤاله عن أنّه متى يغيب القرص يشعر بأنّ مثل هذا التعبير كان عندهم من مواقع الريبة ؛ إذ لو لم يكن الذهن مسبوقا بالشبهة لا يكاد يتوهّم من غيبوبة قرص الشمس إلّا إرادة ما ذكره الإمام عليهالسلام في تفسيرها.
وكيف كان فهذه الرواية صريحة الدلالة على القول المذكور.
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٧ / ٢٨ / ٧٩ ، الاستبصار ١ : ٢٦٢ / ٩٤٢ ، الوسائل ، الباب ١٦ من أبواب المواقيت ، ح ٢٥.