ونحوها ما عن مجالس الصدوق عن [أبان بن تغلب و] (١) الربيع بن سليمان وأبان بن أرقم وغيرهم ، قالوا : أقبلنا من مكّة حتّى إذا كنّا بوادي الأخضر (٢) إذا نحن برجل يصلّي ونحن ننظر إلى شعاع الشمس ، فوجدنا في أنفسنا ، فجعل يصلّي ونحن ندعو عليه ونقول : هو شباب من شباب أهل المدينة ، فلمّا أتيناه إذا هو أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهالسلام ، فنزلنا فصلّينا معه وقد فاتتنا ركعة ، فلمّا قضينا الصلاة قمنا إليه فقلنا : جعلنا الله فداك ، هذه الساعة تصلّي!؟
فقال : «إذا غابت الشمس فقد دخل الوقت» (٣).
ويظهر من هذه الرواية كون تأخّر وقت المغرب عن غيبوبة الشمس مغروسا في أذهان الشيعة في عصرهم أيضا ـ كما في هذه الأعصار ـ بحيث كانوا يرون إتيانها بعد الغيبوبة مع بقاء الشعاع من شعار المخالفين.
وعن كتاب المجالس أيضا عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يصلّي المغرب ويصلّي معه حيّ من الأنصار يقال لهم : بنو سلمة ، منازلهم على نصف ميل ، فيصلّون معه ثمّ ينصرفون إلى منازلهم وهم يرون مواضع سهامهم» (٤).
__________________
(١) ما بين المعقوفين من الأمالي.
(٢) كذا في النسخ الخطيّة والحجريّة والوسائل ، وفي الأمالي : «بوادي الأجفر». وهو موضع بين فيد والخزيمية بينه وبين فيد ستّة وثلاثون فرسخا نحو مكة. معجم البلدان ١ : ١٠٢.
(٣) الأمالي ـ للصدوق ـ : ٧٥ (المجلس ١٨) ح ١٦ ، الوسائل ، الباب ١٦ من أبواب المواقيت ، ح ٢٣.
(٤) الأمالي ـ للصدوق ـ : ٧٤ ـ ٧٥ (المجلس ١٨) ح ١٤ ، وفيه : «نبلهم» بدل «سهامهم» الوسائل ، الباب ١٨ من أبواب المواقيت ، ذيل ح ٥.