بهذا الحمل ، بل وجّهناها بالحمل على أوّل الوقت المختصّ بالفريضة ، أو الوقت الأصلي الذي نزل به جبرئيل عليهالسلام ، أو غير ذلك من المحامل التي من جملتها الحمل على التقيّة وإرادة الوقت المتعارف بين الناس ؛ للأخبار الدالّة على أنّ المبادرة إليها أبدا أفضل (١) ، وأنّه بعد الفراغ من الظهر لا يمنعك عن العصر إلّا سبحتك (٢) ، وأنّ تقديمها على أربعة أقدام كان أحبّ إلى الصادق عليهالسلام (٣) ، كما تقدّم الكلام فيه مستوفى في صدر المبحث.
هذا ، مع قوّة احتمال استحباب تأخيرها أيضا إلى المثل أو الأربعة أقدام ، كما صرّح به الشهيد رحمهالله ـ فيما حكي (٤) عنه ـ على وجه يظهر منه كونه من المسلّمات ، كما يدلّ عليه استقرار سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله عليه بحيث لم يكن يتخلّف عنه إلّا نادرا ، كما يشهد بذلك الآثار ، ويرشدك إليه التتبّع في الأخبار.
ويؤيّده أيضا بعض (٥) الأخبار الواردة في المستحاضة ونحوها ممّا ورد فيها الأمر بالجمع بين الصلاتين حيث ورد فيها الأمر بتأخير الأولى وتعجيل الثانية.
ولا ينافي ذلك كون تقديمها أحبّ إلى الصادق عليهالسلام ، وكون المبادرة إليها أبدا أفضل ؛ فإنّه على ما يظهر من بعض الأخبار أنّ أفضليّة التقديم إنّما هي من باب المسارعة إلى الخيرات وشدّة الاهتمام بالواجب وإتيانه في أوّل أزمنة إمكانه
__________________
(١) راجع : ص ٩١ ، الهامش (٢ و ٣) وص ٩٢ ، الهامش (١).
(٢) راجع : ص ٩٤ ، الهامش (٤) وص ٩٥ ، الهامش (١ و ٤).
(٣) تقدّم تخريجه في ص ٩٢ ، الهامش (٢).
(٤) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٦ : ١٢٤ ، وانظر : الذكرى ٢ : ٣٣٢.
(٥) الكافي ٣ : ٨٨ ـ ٨٩ / ٢ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب الاستحاضة ، ح ١.