النبيّ صلىاللهعليهوآله أو سهوه في الصلاة من أخبار الآحاد التي لا توجب علما ولا عملا (١) (٢) ، وطعن بذلك على الشهيد في مقالته بأنّي لم أقف على رادّ لهذا الخبر (٣).
وأنت خبير بأنّ غلبة النوم غير مندرجة في موضوع السهو والخطأ حتّى يندرج في معقد إجماعهم ، فيشكل دعوى امتناعها على الأنبياء عليهمالسلام ؛ إذ لا شاهد عليها من نقل أو عقل ، عدا ما قد يقال من أنّ نومهم عن الفريضة نقص يجب تنزيههم عنه. وهو غير مسلّم ، خصوصا إذا كان من قبل الله تعالى رحمة على العباد ؛ لئلّا يعيّر بعضهم بعضا ، كما في بعض (٤) الأخبار التصريح بذلك.
وربما يستشهد له : بما روي من أنّه صلىاللهعليهوآله كان تنام عيناه ولا ينام قلبه (٥) ، وأنّه صلىاللهعليهوآله كان له خمسة أرواح ، منها : روح القدس ، وأنّه لا يصيبه الحدثان ولا يلهو ولا ينام (٦) ؛ فإنّ مقتضى هذه الروايات : عدم صدور فوت الصلاة منه عنه منامه أيضا لو لا السهو المجمع على بطلانه.
وفيه نظر ؛ إذ الظاهر أنّ الأعمال الظاهريّة الصادرة من النبيّ والأئمّة عليهمالسلام لم تكن مربوطة بمثل هذه الإدراكات الخارجة عن المتعارف.
فالإنصاف أنّ طرح تلك الأخبار ـ مع ظهور كلمات الأصحاب في قبولهم
__________________
(١) رسالة عدم سهو النبي صلىاللهعليهوآله (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ١٠) : ٢٧.
(٢) الحدائق الناضرة ٦ : ٢٧٣.
(٣) الذكرى ٢ : ٤٢٣.
(٤) الكافي ٣ : ٢٩٤ / ٩ ، الفقيه ١ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ / ١٠٣١.
(٥) الكافي ٨ : ١٤٠ ، ضمن ح ١٠٣ ، الأمالي ـ للصدوق ـ : ٤٢٠ ، (المجلس ٧٨) بصائر الدرجات : ٤٢٠ ـ ٤٢١ ، ح ٨ و ١٠ من الباب ١ من الجزء ٩ ، الاختصاص : ١١٣.
(٦) الكافي ١ : ٢٧٢ (باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمّة عليهمالسلام) ح ٢ و ٣ ، بصائر الدرجات : ٤٤٧ ، ح ٤ من الباب ١٤ من الجزء ٩.