وأباح المدينة ثلاثة أيّام بأعراضها وأموالها وأنفسها.
وهل اعتزّ الإسلام بعبد الملك وكفى في مساويه تنصيبه الحجاج على العراق فقتل من الصحابة والتابعين ما لا يخفى (١).
كيف اعتزّ الدين بالوليد بن يزيد بن عبدالملك المنتهك لحرمات اللّه الذي حاول أن يشرب الخمر فوق ظهر الكعبة ففتح المصحف فخرج ( فَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيد ) فألقاه ورماه بالسهام وقال :
تهددني بجبّار عنيد |
|
فها أنا ذاك جبّار عنيد |
إذا ماجئت ربّك يوم حشر |
|
فقل يا رب مزّقني الوليد |
ومن أراد أن يقف على جنايات الرجل وأقربائه وأجداده فليقرأ التاريخ الذي اسودّت صفحاته بسبب أفعالهم الشنيعة.
إنّ للكاتب القدير السيد محمّد تقي الحكيم كلاماً في هذه الأحاديث يطيب لي نقله. قال : والذي يستفاد من هذه الروايات :
١ ـ أنّ عدد الاُمراء أوالخلفاء لا يتجاوز الاثني عشر وكلّهم من قريش.
٢ ـ أنّ هولاء الاُمراء معيّنون بالنص كما هومقتضى تشبيههم بنقباء بني إسرائيل لقوله تعالى : ( وَلَقَد أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إسْرائِيلَ وبعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَىْ عَشَرَ نَقِيباً ) (٢).
٣ ـ أنّ هذه الروايات افترضت لهم البقاء ما بقي الدين الاسلامي أوحتّى تقوم الساعة كما هومقتضى رواية مسلم « انّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة » وأصرح من ذلك روايته الاُخرى في نفس الباب : « لا يزال هذا الأمر في قريش
__________________
١ ـ تاريخ الخلفاء ٢٥٠ وغيره.
٢ ـ المائدة / ١٢.